شهدت الجلسة الحادية عشرة من جلسات المؤتمر الدولي للإرهاب مناقشة سبعة أبحاث عن دور المؤسسات التعليمية والأنشطة اللاصفية في تحقيق الأمن الفكري والوقاية من التطرف والإرهاب وأثر كفايات معلم التربية الإسلامية في معالجة التطرف الفكري، والخطاب الدعوي النسائي في مكافحة التطرف والإرهاب قدمها سبعة من الباحثين والباحثات. وتتابعت عقبها مداخلة عديدة من الحضور من ضمنها مداخلة للدكتور عبدالكريم بكار الذي أكد في مداخلته أن ما نقوله الآن عن التطرف المفروض أن نقوله قبل عشرين سنة ولكن حركة الوعي دائما أبطأ من حركة الواقع. وأن العنف والشدة وحمل السلاح والغلو بمجموعها تشكل ظاهرة كبيرة، والظواهر الكبرى لا يمكن تعليلها بسبب واحد كما لا يمكن علاجها بعلاج واحد فلذا أتطلع من هذا المؤتمر أن يخرج بأكثر من خمسين مبادرة صغيرة على الأقل، والإرهاب ليس مرضا وإنما عرض للمرض له جذوره التاريخة والبعد الجغرافي فليس محليا بل ما من دولة إلا واكتوت بنار هذه الظاهرة. جانب من الحضور وأضاف بكار أن أسلوب التلقين التقليدي في المؤسسات التعليمية أسهم في نشأة هذه الظاهرة، ولعل الأسلوب الحر الحواري الذي يفتح فيه أمام الطالب أن يناقش أفكاره بحرية كاملة قد تخفف من هذه الظاهرة. وأضاف أن الغلو ظاهرة قد عولجت في بعض البلاد بصفة خاطئة حيث استعملت العنف لمعالجة العنف، والعنف لا يولد إلا عنفا، ومتى ما ضعف المرء من استعمال الوسائل المشروعة اتجه إلى استخدام الوسائل غير المشروعة، لذا أثبتت بعض الدراسات في أمريكا أن الشرطيات أكثر استخداما للسلاح ضد المجرمين من الرجال، لأنهن أضعف قوة من الرجال. وعن سؤال الطالبة ربى عبدالإله السيد عن سبب وصف المسلمين بأنهم إرهابيون عند سفرهم إلى الخارج ذكر الدكتور رفعت من مصر أن النشاط المعادي للإسلام الذي يصور الإسلام أنه الدين المعادي للثقافة والحرية له الأثر في انتشار من هذا الفكر، وعد الدكتور عبدالمجيد من المغرب أن هذه القضية ذات أبعاد طويلة وأن الخطاب الإعلامي الغربي وكذا الدراسات الاستشراقية التي تقدم الإسلام بصورة مشوهة للناس له أثره الأكبر في نشر هذا الفكر، بينما دعا الدكتور عبدالله فراج الشريف إلى أن نغفل أخطاءنا ونحن نتكلم عن مؤامرة الغرب، فقد اكتوى بعض بلاد الغرب بنار بعض أولادنا وأكد إلى التوازن في هذا الأمر. وأجاب الدكتور عمر هاشم رئيس الأزهر سابقا عن سؤال طالب في ثانوية الملك عبدالعزيز عن بيان الفرق بين الجهاد والإرهاب قائلا: الجهاد مجاهدة العدو والدفاع عن النفس والعرض والوطن، ويكون في سبيل الله بعيدا عن العدوان ومجرد الإخافة، فهناك فارق شاسع بينهما، ولا يخفى علينا محاولة الخلط التي تريد إسرائيل أن توجده بين الجهاد والإرهاب، وتوصيف جهاد المجاهدين الذين يدافعون عن أوطانهم ومقدساتهم إرهابا.