حكاية يعجز عن نسجها ذوو الإبداع وسيناريو أكبر من خيالات المبدعين وقصة ربما تحتاج لكاميرا أكثر من حاجتها لقلم .. عجوزان فرقهما الزمن 70 عاما وجمعتهما “ الصدفة “ على بساط الجنادرية . هذا هو العنوان الذي يدهش قارئه أما التفاصيل فأحسب انها ستلقي به في دائرة الحيرة والدهشة الحكاية بدأت عندما زارت عجوز سبعينية العمر جناح دولة الإمارات بالقرية الشعبية بالجنادرية لتسأل عن الإمارات وأحوال أهلها وعوائلها وكأنها تستعيد شريطا من ذكريات الماضى البعيد . الأسئلة التى وجهتها المرأة العجوز لأحد كبار العمر المشاركين بجناح الإمارات أحمد علي النوى أثارت انتباهه وانتباه السامعين خاصة وان المرأة افرطت فى اسئلتها فيما كانت الدموع تنهمر من عينيها .. وعندها سألها الرجل أن كانت من الإمارات فقالت أن لها ارتباطا قديما بأهل رأس الخيمة .. حاول الرجل تهدئتها ومحاولة معرفة سبب بكائها حتى أفصحت بأنها من أهل الإمارات ومن رأس الخيمة بالتحديد وأنها فقدت مع أحد إخوانها ووالدتهم قبل أكثر من سبعين عاما وأن أسمها روضة. وانتقلت إلى الرياض في ظروف غامضة وأنها لازالت رغم كبر العمر ومرور السنوات تبحث عن أحد من أهلها فسألها الحرفي أحمد النوى عن إسمها وعائلتها فأجابت بأنها لا تعرف سوى اسمها وان لها أسرة تعيش بالأمارات لم تستطع العثور عليهم وقالت بأن فؤادها كان يشدها بقوة إلى جناح الأمارات لكي تبوح بمكنونها الذي يكاد يفجر فؤادها من الحزن ...الغريب أن أحد الحرفيين الأمارتيين ويدعى سالم بن راشد بن جمعه بن بربر 60عاما كان ينصت لحديث العجوز فيما كانت هى تكثر النظر إليه تقدم الستيني صوب المرأة ليسألها عن اسم ما إذا كانت تعرفه ، فأجابت نعم ليبدأ بينهما حوار خاص وبدأت الأسئلة بينهما تزداد في الدقة والتفاصيل حتى تعرف كلاهما على الآخر وتأكد أن بينهما رابطا أكبر من كل الروابط .. انها اخته التى غابت عنه وغاب عنها وشاء الله ان تكون الجنادرية هى محطة لقائهما .. الدموع وحدها اختزلت الحكاية والفرح كان العنوان للقاء لم يكن فى الحسبان بين سالم واخته التى لم يرها الأ امس .الطريف ماقاله رئيس الوفد الإماراتي الأستاذ عبدالله علي بو عصيبة أن الحرفي سالم بن راشد بن جمعه بن بربر آل علي كان قد أبدى اعتذاره عن المشاركة في البداية بسبب ارتباطاته الأسرية وبعد إلحاح زملائه الحرفيين وافق على الحضور وماكان يظن أن حضوره سيقربه من اخته الحبيبية.