ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الأوساط السياسية في (إسرائيل) تتوقع حدوث أزمة خطيرة قريباً في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الاحتقان بين (إسرائيل) والبيت الأبيض، وضغط واشنطن في مسألة القدس. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي في القدس قوله إن هذا التقدير جاء خلال اجتماع عقده مدير عام وزارة الخارجية يوسي سيغل مع سبعة من سفراء (إسرائيل) في عواصم عالمية مهمة. وخلال الجلسة استعرض السفير في واشنطن مايكل أورون بشكل عام زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة دون التطرق الى التفاصيل. وقد أثار هذا غضب بقية السفراء الذي قالوا إنهم لا يستطيعون عرض الموقف الإسرائيلي بالشكل المطلوب فيما يتعلق بالأزمة مع واشنطن، وذلك لعدم علمهم بتفاصيل زيارة نتنياهو. وتساءل السفراء "كيف يمكننا القيام بعملنا هكذا، إننا بحاجة الى معرفة تفاصيل زيارة نتنياهو لواشنطن لنعطي إجابات منطقية للتساؤلات التي تطرح علينا". أما السفير الإسرائيلي في لندن رون بروشار فكان أكثر حدة حين قال "إن السفير الأميركي في لندن يعلم ما جرى خلال لقاءات رئيس الحكومة في واشنطن أما أنا فلا أعلم شيئاً، وهذا غير مقبول بتاتاً". وخلال الاجتماع اتفق السفراء في وزارة الخارجية على التقدير بأنه إذا ما استمر الضغط الأميركي الكثيف ستكون هناك فرصة بأن يذهب الاتحاد الأوروبي أبعد من واشنطن في إدانة (إسرائيل). وأوضح بعض السفراء أن المرحلة المقبلة ستشهد قرارات سيئة لإسرائيل والتي سيتخذها وزراء خارجية الدول الأوروبية. وربما تكون أسوأ من موقف السويد في موضوع القدس في ديسمبر 2009 عندما كانت ترأس الاتحاد. وقالت صحيفة "هآرتس" أن هناك قلقاً متزايداً في اسرائيل من احتمال فرض واشنطن لتسوية نهائية خلال سنتين. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولهم إن مطالب اوباما التي عرضها على نتنياهو في واشنطن تشير الى احتمال كهذا، وخاصة مطالبة اوباما ببحث القضايا المركزية خلال المفاوضات غير المباشرة ، والتي ترى تل أبيب أنه أخطرها. وتنبع خطورة هذا المطلب من خشية أن يكون هذا هو الطابع الجديد للدبلوماسية الاميركية، وتوجهها الى حلفاء (اسرائيل) في اوروبا وعلى رأسهم المانيا التي تنحاز الى السياسات الاسرائيلية ، بهدف تكثيف الضغط على تل ابيب وعزلها دولياً. ويقول سياسيون صهاينة أن السياسة الجديدة للادارة الاميركية تتناقض مع التزامات سابقاتها، و تتناقض أيضاً مع رسالة جورج بوش الصغير الى رئيس الحكومة الاسبق مجرم الحرب ارئيل شارون العام 2004 ، وتتناقض كذلك مع خط الرئيس بيل كلنتون العام 2000. وأكد المصادر السياسية أنه نتيجة لهذه السياسة فمن المتوقع أن يزداد الفلسطينيون تصلباً، وتلحق ضرراً كبيراً بعملية السلام. ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية قولها إن السياسة الاميركية الجديدة ستدمر الثقة باميركا، لان تجاهلها للوعود التي أعطتها لحليفتها اسرائيل ستجعل بقية حلفائها حول العالم يتشككون في صدقية البيت الابيض ووعوده. الى ذلك، نقلت "البي بي سي" عن مصادر مقربة من الحكومة القطرية قولها إن الولاياتالمتحدة تدرس إمكانية الامتناع عن استخدام حق النقض (فيتو) في حال أجرى مجلس الأمن الدولي تصويتا على بناء وحدات استيطانية إسرائيلية في القدس العربية المحتلة . وقالت إن السيناريو، الذي يتطلب امتناع الولاياتالمتحدة في حالة التصويت على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ، ظهر الأسبوع الماضي في باريس أثناء محادثات بين مسؤولين أميركيين وقطريين. ودأبت واشنطن في الماضي على استخدام حق النقض لعرقلة صدور أي قرار يدين (إسرائيل) في مجلس الأمن الدولي. ويتزامن امتناع الولاياتالمتحدة أو حتى التهديد بالامتناع عن استخدام النقض مع أسوا أزمة دبلوماسية خلال عقود بين (إسرائيل) والإدارة الأميركية.