تمكن جراح سعودي من مستشفى الملك فهد بالهفوف من استئصال ورم نادر جداً ومعه الكلية اليمنى من بطن مولودة بلغ حجمه اكبر من رأس المولودة! وفي تصريح ل(الرياض) أوضح الجراح الذي اجرى العملية الدكتورعبدالله محمد الوباري استشاري جراحة الاطفال في المستشفى ان الطفلة ولدت بمستشفى الولادة والأطفال بالأحساء عن حمل كامل لمدة تسعة اشهر وكان الحمل طبيعيا والولادة كذلك، الا انه وعقب الولادة لاحظ طبيب الأطفال بالمستشفى انتفاخا غير طبيعي بالبطن فطلب استشارة جراح الأطفال بمستشفى الملك فهد بالهفوف حيث اظهر الفحص السريري وجود ورم كبير بالبطن يحتل معظم الحشو البطني واستلزم ذلك اجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية التي اظهرت تورما كبيرا بالبطن يمتد من الكبد الى الحوض من الجهة اليمنى ويمتد الى الجهة اليسرى من البطن ضاغطا على الأمعاء الدقيقة والغليظة، ثم اجري فحص بالتصوير المقطعي والذي اكد وجود الورم غير ان كبر حجم الورم ادى الى عدم امكانية تحديد العضو الذي نشأ منه الورم، فقام استشاري الأشعة الدكتور قاسم العلوان بأخذ خزعة بالإبرة لأخذ عينة تشخيصية والتي اظهر الفحص المخبري ان الورم ناشئ من الكلية اليمنى وأنه ورم يصنف بين الحميد والخبيث حيث انه يمكن علاجه بالاستئصال الجراحي الكامل ويندر جدا عودة المرض الا في حالات معدودة على مستوى العالم كما ان انتشاره الى الرئة والدماغ نادر جدا، كذلك فإن هذا الورم بسبب كبر حجمه سبب انسدادا في الأمعاء نتيجة ضغطه عليها مما جعل ترتيبات العملية الجراحية اكثر الحاحا من حيث سرعة اجرائها وعلى ذلك تمت اجراءات نقل المريضة الى العناية المركزة للأطفال بمستشفى الملك فهد وتم ترتيب العملية في اليوم التالي، وعلى الفور اجريت العملية، ولدى الاستكشاف وجد ان الورم ناشئ من الكلية اليمنى مالئا معظم تجويف البطن وأمكن بعد عناء تحرير الأمعاء الغليظة الملتصقة بالورم من غير مضاعفات ثم استؤصل الورم كاملا وارسل الى المختبر، وقد استغرقت العملية حوالي ثلاث ساعات كانت حالتها مستقرة، وبعد الانتهاء من العملية تم نقل المريضة الى العناية المركزة وظلت تحت التنفس الصناعي وكانت حالتها مستقرة، وأضاف الدكتور عبدالله ان سير الوضع الصحي لها كان انسيابيا وسهلاً حيث بدأت التنفس طبيعيا بعد 24 ساعة وبدأت الرضاعة في اليوم الثالث واخرجت من المستشفى الى منزلها في اليوم السابع، وأكد الدكتور الوباري الى ان الطفلة تحتاج الى متابعة من قبل جراح الأطفال وطبيب الأورام ملفتاً النظر الى ان الفحص النسيجي اثبت صحة التشخيص المرضي حيث انه يعتبر هذا الورم نادرا خصوصا بهذا الحجم الكبير الذي ادى الى انسداد الأمعاء بشكل جزئي حيث من المعروف طبياً بأنه يصيب طفلا من بين مليون طفل على مستوى العالم، وختم الدكتورعبدالله تصريحه بتوجيه الشكر للطاقم الطبي الذي شارك في اجراء العملية وهم عصاد القدوسي اخصائي جراحة الأطفال والدكتور اهاب فتحي استشاري التخدير والدكتور مصطفى الزغبي طبيب تخدير والدكتور احمد مرديني استشاري العناية المركزة وفنيو العمليات احمد المحيش وعباس المطير وابراهيم العوض. من جانبه عبر الدكتورعبدالله العبدالقادر مدير مستشفى الملك فهد بالهفوف عن سعادته بنجاح عملية استئصال هذا الورم النادر في مستشفى الملك فهد وعلى يد طبيب سعودي مشيراً في ذلك الى الدعم الذي يلقاه الطبيب السعودي من حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وقدم بهذه المناسبة التهنئة للدكتور عبدالله ومساعديه.