لا بد أن البشر في جميع أنحاء العالم قد أطلقوا تنهيدة ارتياح عميقة بعد انتهاء الولاياتالمتحدةوروسيا من توقيع اتفاقية لتقليص الاسلحة النووية في المدى القريب. ويرى المحللون أن هذا يشكل انتصارا دبلوماسيا مهما للرئيس الاميركي باراك اوباما. واعتبر مركز التقدم الاميركي (سنتر اوف اميريكان بروغرس) في رسالة الكترونية ان المعاهدة التي ستحل محل معاهدة ستارت تشكل "انجازا تاريخيا سيساهم في زيادة امن الولاياتالمتحدة وحلفائها". واضاف المركز ان الاتفاق "يقلل من خطر اندلاع حرب نووية، ويترجم رؤية الرئيس الاميركي لعالم خال من الاسلحة النووية، كما يشكل نتيجة ملموسة" لمساعي اوباما من اجل تحسين العلاقات مع روسيا. في المقابل، ابلغ مصدر في الكرملين وكالة فرانس برس الاربعاء ان موسكووواشنطن توصلتا الى "اتفاق على كل الوثائق" المطلوب توقيعها في المعاهدة الجديدة لخفض الاسلحة النووية. كما اورد التلفزيون التشيكي نقلا عن مصدر في السفارة الروسية في براغ ان العاصمة التشيكية قد تستضيف توقيع المعاهدة مطلع الشهر المقبل. واكد مسؤولون اميركيون اختيار براغ لتوقيع المعاهدة الا انهم اشاروا الى وجود "تفاصيل تقنية" يجب حلها قبل التوقيع. ويرى جيفري لويس المتخصص في الاسلحة النووية في مؤسسة (نيو اميركا)، ان مجرد التفاوض بشأن هذه المعاهدة "يظهر اننا لا نزال قادرين على العمل لنزع الاسلحة النووية". واضاف لويس لفرانس برس ان الولاياتالمتحدة لم تتفاوض بشأن معاهدة بهذا القدر من التعقيد منذ اكثر من عقد. وتملك الولاياتالمتحدةوروسيا معا 95% من الاسلحة النووية في العالم. وكان الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والاميركي باراك اوباما حددا في يوليو هدف خفض عدد الرؤوس النووية الى ما بين 1500 و1675 لكل من بلديهما، وعدد الصواريخ القادرة على حملها الى ما بين 500 و1100. وتعلن واشنطن انها تملك 2200 رأس نووي، فيما تشير تقديرات الى امتلاك روسيا 3000 رأس نووي وهو رقم يعتبره لويس مبالغا فيه، لافتا الى ان القطبين السابقين للحرب الباردة يمتلكان ترسانات نووية متعادلة. بوتين أبدى ارتياحه للمعاهدة.(أ.ف.ب) ويرى لويس ان خفض الاسلحة النووية في اي حال سيكون محدودا جدا. ويعتبر ان "المكسب الاساسي يكمن في اقناع الروس بمعاودة اتخاذ تدابير توقفت منذ ديسمبر"، وكانت مدرجة في معاهدة ستارت التي ابرمت في 1991 وانتهى العمل بها في 5 ديسمبر الماضي. ويرى الخبير مايلز بومبر ان ابرام المعاهدة سيقوي الموقف الاميركي قبيل قمة دولية حول الامن النووي مقررة في واشنطن في ابريل، ومؤتمر المتابعة لمعاهدة الحد من الانتشار النووي الذي تستضيفه الاممالمتحدة في مايو. وتقديم الولاياتالمتحدةوروسيا المثال الجيد "سيعطي دفعا ايجابيا" في مواجهة ايران وكوريا الشمالية ولا سيما تجاهلهما المطالب المتزايدة باخضاع برنامجيهما النووين للرقابة. ويرى بومبر وهو باحث في مركز جيمس مارتن للدراسات حول الحد من الانتشار النووي، ان المعاهدة من شأنها زيادة تصميم روسيا على فرض عقوبات على ايران عبر الاممالمتحدة.