البريد الساخن أو الهوت ميل (Hotmail) هو أول بريد إلكتروني مجاني وسريع قام بابتكاره أحد الأشخاص النابغين. ويستخدم هذا البريد الالكتروني على نطاق واسع في العالم. وينتسب إلى هذا البريد أكثر من 3000 مستخدم حول العالم كل يوم. ولكن ما قصة اختراع هذا البريد الالكتروني ؟ في عام 1988م وصل إلى الولاياتالمتحدة شاب هندي مسلم هو (صابر بانيا)، والتحق بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا للدراسة، حيث تخرج منها بامتياز مما أهله للعمل مبرمجاً في إحدى شركات (الانترنت). وبعد فترة تعرف صابر على شاب تخرج من نفس الجامعة (ستانفورد) هو (جاك سميث). تكونت بينهما زمالة وثيقة، وتناقشا في إمكانية تأسيس شركة خاصة بهما في مجال (الانترنت). كانت مناقشة الزميلين تتم عبر الدائرة المغلقة الخاصة بالشركة التي كانا يعملان لصاحبها. وعندما اكتشفهما الرئيس المباشر في العمل حذرهما من استخدام خدمة الشركة في المناقشات الخاصة بهما. وعند ذلك فكر صابر بابتكار برنامج حاسوبي يوفر لكل إنسان بريده الخاص. وهكذا عمل الشاب المبتكر سراً على اختراع البريد الساخن وإخراجه للناس، حيث تم ذلك عام 1996م، وبسرعة فائقة انتشر البرنامج بين مستخدمي (الانترنت) لأنه وفر لهم مزايا متعددة لا يمكن منافستها في ذلك الحين، وتتلخص هذه المزايا فيما يلي:- أن هذا البريد مجاني. أنه فردي. أنه سري. ويمكن استخدامه من أي مكان في العالم. وعندما تجاوز عدد المشتركين في هذا البريد عشرة ملايين شخص في أول عام، بدأ يثير غيرة الملياردير (بيل جيتس) رئيس شركة (مايكروسوفت) العملاقة، وهكذا قررت الشركة شراء البريد الساخن وضمه إلى بيئة (ويندوز) التشغيلية. وفي عام 1997م. عرضت الشركة مبلغ 50 مليون دولار عليه، لكن صابر كان يعرف أهمية البرنامج، والخدمة الكبيرة التي يقدمها، فطلب 500 مليون دولار، وبعد مفاوضات كثيرة استمرت حتى عام 1998م، وافق صابر على بيع البرنامج بمبلغ 400 مليون دولار شريطة أن يتم تعيينه خبيراً في شركة (مايكروسوفت). واستمر صابر في عمله في الشركة مبرمجاً، ومن ابتكاراته برنامج يسمى (أرزو) يوفر بيئة آمنة للمتسوقين عبر (الإنترنت). وهكذا أصبح ذلك الشاب المسلم أحد الأثرياء بعد سنوات قليلة من قدومه إلى الولاياتالمتحدة. وقد استضافه رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق (بيل كلينتون) والرئيس الفرنسي السابق (شيراك)، ورئيس الوزراء الهندي (بيهاري فاجباني) وغيرهم. ولعل الذي يدعو إلى الإعجاب بشخصية صابر أنه عندما استلم ثروته قام ببناء عدد من المعاهد الدينية والتعليمية الإسلامية في بلاده، كما ساعد كثيراً من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم. بقي أن أقول إننا في حاجة كبيرة إلى مثل هذه الشخصيات المثيرة للإعجاب. وشخصية صابر تستحق الدراسة من كثير من شبابنا، فهو نموذج للعمل المخلص والوفاء الكبير لبلاده، بل إنه نموذج لما يمكن أن يقوم به الشباب من أجل مصلحة بلادهم وللإنسانية جمعاء !!