بشكل مغاير لمعظم الأفلام اليابانية التي تروي قصص وحكايا الساموراي في فترة المائتين وخمسين سنة التي عاصرت حكم شوجونات التوكوجاوا في حقبة إيدو، يأتي فيلم يوجي يامادا "تاسوجاري سيبي – الساموراي الشفق" الذي أخرجه للسينما عام 2002م وأدى دور البطولة فيه هيرويوكي سانادا، جديداً في موضوعه، حيث تختفي المبارازات والمشاهد الحركية التي تحول كثير منها فيما بعد وبشكل مؤسف إلى كليشيهات أصبح المشاهدون يتوقعونها ويصابون منها بالمملل. هذا لا يعني انعدام المبارزات في فيلم يامادا، بيد أن المبارزتين اللتين تضمنهما الفيلم حلقتا بمستواه عالياً، فقد تدور في صراعات أخلاقية ذات أسئلة أبدية الدوران في ضمير مقاتلي البوشيدو اليابانيين، على الرغم من أن أسبابها هي نفسها التي تراها في أي فيلم ساموراي مميز أو غير ذلك. في فيلم يامادا نتتبع في مسار حر الزمن، المشقة والكدح التي يبذلها ساموراي من رتبة منخفضة وبقطعة أرض بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع، لإدارة شؤون عائلته المكونة من زوجة مريضة وفتاتين في مقتبل العمر وأم مسنة، وظروف يفرضها النظام الاجتماعي في زمن الاقطاعات الذي سبق فترة "نهضة ميجي" التي لم يعاصرها بسبب موته في "حروب البوشين". لكن على الرغم من كل هذا، نجد أننا نتفق مع النتيجة التي تخلص بها ابنته الصغيرة "ايتو" سيرة أبيها الشفق "لقد كان محظوظاً جداً"، مخالفة بذلك آراء معاصريه من الأصدقاء والساموراي في نفس العشيرة، والذين تولوا مناصب كبرى في حقبة ميجي. يوجي يامادا الفيلم يعتمد وبشكل مطلق مع إضافة وتوسع للقصة الرئيسية في مجموعة قصصية حملت اسم "سيف البامبو وقصص ساموراي أخرى" للروائي والقصصي "شوهي فوجيساوا" الذي اشتهر بتأريخه الدقيق لحقبة إيدو مع تركيز على إنسانية الشخصيات ومشاعرها وأفكارها المختلفة التي عكست فهماً وعمقاً كبيراً جعل الكثير من القراء يستوعبون تاريخ تلك الفترة وأثرها الواسع على اليابان الحديثة. المجموعة نشرت بطبعات مختلفة من عام 1976م حتى عام 1988م، وحققت رواجاً كبيراً، ثم عادت إلى البروز مرة أخرى مع فيلم يامادا الذي فاز بجوائز متعددة في اليابان وخارجها، ورشح لأوسكار الأكاديمية الأمريكية عام 2003م دون حظ بالفوز.