حذر محللون إسرائيليون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبيل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما من قدرات الأخير في أعقاب نجاحه في سن قانون الرعاية الصحية وعزمه على دفع تسوية في الشرق الأوسط من شأنها أن تصطدم بتوجهات نتانياهو وحكومته المتطرفة. وكتبت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" في واشنطن أورلي أزولاي أمس أنه عندما يدخل نتانياهو إلى البيت الأبيض "لن يجد هناك من تم وصفه في إسرائيل خلال الشهور الأخيرة على أنه (سياسي) مبتدئ وساذج ورئيس ضعيف يعرف التحدث بصورة جميلة لكنه يفتقر لموهبة التنفيذ". وأضافت أن أوباما سيصافح نتانياهو بعد يوم واحد من نجاحه في تحقيق "انقلاب تاريخي في الولاياتالمتحدة وتمرير الإصلاح الصحي". ووصفت أزولاي أوباما بأنه يتمتع "بقدرات سياسية مثيرة للإعجاب وإلا لما وصل إلى وصل إليه" وشددت على أن أوباما يحمل "أيديولوجيا متأصلة تستند إلى رؤية فكرية واضحة". وأضافت أنه وفقا لرؤية أوباما "لا يمكن أن يكون هناك وضع يتمتع فيه مواطن أميركي بمتع جهاز الصحة المرموق والمتطور بينما يتم إلقاء مواطن آخر عن أدراج غرفة الطوارئ لأنه لا يملك المال الكافي لاقتناء بوليصة" تأمين صحي. وتابعت أنه "بهذا الشكل نفسه، ووفقا لرؤيته، التي عبر عنها مرة تلو الأخرى، لا يمكن أن يكون في العالم الذي يستند إلى كرامة الإنسان، واحد محتل وآخر تحت الاحتلال". وأشارت إلى أنه خلال الصراع داخل الولاياتالمتحدة حول الإصلاح الصحي "اثبت أوباما أنه مستعد للمخاطرة بكل شيء والمراهنة بخبرة لاعب بوكر متمرس من أجل تحقيق الهدف الذي يؤمن به". وكتبت أزولاي "هذا الإصرار سينقله (أوباما) الآن في الشرق الأوسط" وعلى رغم من أن الرئيس الأميركي سيؤكد أمام نتانياهو على التزام الولاياتالمتحدة بأمن إسرائيل إلا أنه في موازاة ذلك "سيوضح له بلهجة صارمة ومؤدبة أن ساعة الحقيقة قد حانت وسيطالب نتانياهو بالانتقال من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال" في ما يتعلق بالعملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. ولفتت الكاتبة إلى أن أوباما لم يطرح خطته للسلام وأنه بناء على مشورة مستشاريه سيرجئ طرحها إلى ما بعد انطلاق المفاوضات لكي لا يثير انطباعا بأن الولاياتالمتحدة تفرض أجندتها على إسرائيل ورغم ذلك فإنه سيطرح ملامح خطته أمام نتانياهو خلال لقائهما اليوم. من جانبه أشار أبرز المحللين في صحيفة "هآرتس" يوئيل ماركوس إلى أنه "بالنسبة لنا فإن رئيسا أميركيا هو ذخر وجودي وليس سياسيا يتم الاستخفاف باحترامه واستقامته، وعلى بيبي (أي نتانياهو) أن يتذكر خلال محادثته معه أنه لا يتحدث مع (نائب وزير الصحة الإسرائيلي) ليتسمان أو مع (عضو الكنيست المتمرد من حزب كديما والذي يسعى للانشقاق عن حزبه ايلي) افلالو". وأضاف ماركوس أن على نتانياهو أن يضع أمام أوباما "جميع الأوراق والقول للرئيس إلى أي نقطة بإمكانه أن يصل ". وحذر ماركوس نتانياهو من أن أوباما لن يوافق على استمرار البناء الاستيطاني في القدسالشرقية مشيرا إلى أن الفتور في العلاقات بينهما لا يسمح بأن يوافق الرئيس الأميركي بصمت على استمرار أعمال البناء هذه مثلما فعل رؤساء سابقون كان لرؤساء وزراء إسرائيليين علاقات حميمة معهم.