تناولت الدكتورة مديحة بنت إبراهيم بن عبدالله السدحان أستاذ مساعد في كلية التربية بجامعة الأميرة نورة، في بحثها المقدم لمؤتمر الإرهاب في الجامعة الإسلامية (دور العلماء في بيان حقوق الولاة والتحذير من الخروج عليهم) واختارت الشيخ عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله - أنموذجًا.. عرضت من خلاله جهود سماحته في عدة جوانب، من أهمها توضيحه حقوق ولاة الأمر، والنصح لهم، ثم شرعت في بيان موجبات النصح للولاة، فأوضحت كل موجب على حدة، مثل السمع والطاعة لولاة الأمر، وبيان موقف سماحة الشيخ ابن باز من ذلك، ودعوته الناس إلى السمع والطاعة لهم، ونبذ الخروج على ولاة الأمر، وأنه لا يجوز لأحد أن يشق العصا، أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور، أو يدعو الناس إلى ذلك؛ لأن هذا من أعظم المنكرات، وهو دين الخوارج، وصاحبه يستحق أن يقتل؛ لأنه يفرق الجماعة. مشيرة إلى أن الشيخ ابن باز - رحمه الله - كان دائم النصح للحكام، والأمراء، وولاة الأمر، بأسلوب لين مع دعائه لهم بالتوفيق والبركة في جهودهم. كما عرضت السدحان بالشرح والإيضاح جهوده - يرحمه الله - في التحذير من استباحة الخروج على الأئمة والولاة مستشهدة بموقف الخوارج وأهل البدع من الخروج على الأئمة، ممثلة بالجماعة الذين اقتحموا المسجد الحرام بمكة، وغلقوا أبوابه، غرة المحرم عام 1400. كما سلطت الضوء علي جهوده - يرحمه الله - حول ظاهرة التكفير والتفجير وبيانه، وأن التسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة، من استحلال الدم والمال، وإذا كان هذا في ولاة الأمر، كان أشد كذلك في القضاء على كثير من المنكرات، ما ساهم في استقرار أوضاع الناس في بلاده، ومنها رجوع كثير ممن سمع فتاوى الشيخ - رحمه الله - بعد أن عاشوا في ضلالات وشبهات كانت تأتيهم عن طريق الشبكة العنكبويته الإنترنت، ولا يمكن مقاومتها في ذلك الوقت إلا بالعلم. وضربت مثلا ما ذكره الدكتور عادل العبدالجبار أحد أعضاء لجنة المناصحة التي تعنى بمحاورة اصحاب الفكر الضال، وكان أحدهم ينتقص علماء البلاد وينكر أن يكون لهم جهود في حل قضايا المسلمين، فلما أطلعوه على أثر الشيخ - رحمه الله - في انتشار الأمن في بلد الجزائر، وقف هذا الرجل يلوم نفسه كيف استفاد منه هؤلاء وهو لم يستفد منه وهو بينهم، وندم على أيام لم يكن همه فيها إلا التنقيص من قدر العلماء، والتشكيك والطعن في ذمتهم ودينهم. وتوصلت السدحان من خلال بحثها إلى جملة توصيات من ضمنها أهمية نشر جهود العلماء في مقاومة الفكر الضال، وفي هذا شحذ لهمم طلبة العلم للاقتداء بهم، والسير على منهجهم، وأهمية قيام العلماء بدورهم في مقاومة الفكر الضال، وكل انحراف عن العقيدة الصحيحة؛ لأن منزلتهم في نفوس الناس عظيمة، فتقع عليهم مسؤولية عظيمة لا تقع على غيرهم.