قالت شركة جدوى للاستثمار ان التقييم المرتفع لسوق الاسهم لا يدعو الى القلق باعتباره ارتفاعا يتسق مع النمط التاريخي لهذا السوق ويعكس النزعة المحلية. واوضحت في تقرير عن سوق الاسهم السعودية ان انتعاش أسعار الأسهم ادى إلى رفع معايير التقييم، حيث ارتفع مكرر الربحية لسنة متأخرة من مستوى 9.6 مرات في الربع الأول لعام 2009 إلى 17.8 مرة في نهاية العام كما سجل معدل السعر الى القيمة الدفترية انتعاشاً قوياً من 1.55 إلى نحو 2 خلال الفترة نفسها. وتحقق معظم الارتفاع في معايير التقييم خلال الربعين الثاني والثالث حيث تأثرت عائدات الربع الرابع بالمخصصات الكبيرة لتغطية الديون المشكوك فيها التي جنبتها البنوك التجارية. وقد أدت مكاسب السوق المتواضعة حتى المرحلة الحالية من العام إلى دفع مكرر الربحية إلى مستوى 18.2 مرة وكذلك معدل السعر إلى القيمة الدفترية إلى 2.15، ويتم حالياً تداول ثماني شركات بأقل من قيمتها الدفترية مقارنة بنحو 27 شركة قبل عام. وجاء أداء مؤشر"تاسي" دون مستويات أسواق الأسهم العالمية والناشئة الرئيسية، حيث قفز المؤشر بنسبة 62 في المائة من أدنى مستوى له سجله في آذار (مارس) 2009 مقارنة بمكاسب بلغت 71 في المائة لمؤشر إس آند بي 500 الأمريكي وارتفاع بنسبة 107 في المائة لمؤشر مورجان استانلي للأسواق الناشئة خلال الفترة نفسها. أما من حيث القيمة، فيعتبر"تاسي" متكافئاَ مع الأسواق الناشئة الرئيسية، كما أنه يتداول بفارق كبير عن أسواق المنطقة (حقق "تاسي" العام الماضي أفضل أداء بين أسواق الخليج). ولا يدعو التقييم المرتفع للسوق السعودية إلى القلق باعتباره ارتفاعاً يتسق مع النمط التاريخي لهذه السوق ويعكس النزعة المحلية للقاعدة العريضة من المستثمرين المحليين وكذلك الأرباح المرتفعة التي وزعتها الشركات المحلية (عائد السهم في السوق السعودية يفوق العائد في الأسواق الناشئة الرئيسية بنحو ثلاث مرات). من جهة اخرى تخلت سوق الاسهم عن مستوياتها الجديدة التي لم تسجل منذ 18 شهرا وتراجع مؤشرها دون مستوى 6700 نقطة ليصل الى 6692 نقطة مع ظهور علامات لجني الارباح على الشركات القيادية خاصة سابك والراجحي، في الوقت الذي استمرت فيه قيمة التداول فوق مستوى 3.2 مليارات ريال لليوم الخامس على التوالي وهو مؤشر جيد يدل على تسحن ثقة المتعاملين ومشاركتهم في فعاليات السوق بصورة افضل من الفترة الماضية.