تجري اليوم الأحد في فرنسا الدورة الثانية في إطار الانتخابات الإقليمية الفرنسية. وكانت الدورة الأولى قد جرت الأحد الماضي وأسفرت عن حصول الحزب الاشتراكي قاطرة أحزاب المعارضة على قرابة 29 بالمئة من الأصوات مقابل 26 بالمئة لصالح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم.. وحصل الخضر في أعقاب الدورة الأولى على 12 بالمئة بينما حصل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف على 11 بالمئة وأحرز بذلك المرتبة الرابعة. وقد اضطر الحزب الاشتراكي لإقامة تحالف مع الخضر في غالبية المناطق الفرنسية للسعي إلى تثبيت مواقعه وتكريس فوزه المتوقع في أعقاب الدورة الثانية. أما الحزب الحاكم فإنه اضطر إلى تركيز الحملة التي سبقت دورة اليوم على موضوع دأب على التطرق إليه منذ سنوات وهو موضوع انعدام الأمن. بل إن فرانسوا فيون رئيس الوزراء حرص على دعوة ناخبي اليمين المتطرف للتصويت للحزب الحاكم الذي قال إنه قادر بمفرده على طمأنة الفرنسيين وضمان أمنهم. وقد انتقدت المعارضة الاشتراكية انتقادا شديدا هذا الخطاب متهمة رئيس الوزراء بالسعي إلى "تخويف" الناخبين لكسب أصواتهم. ومن جديد حمل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف على الحزب الحاكم معتبرا أنه سرق منه شعاراته وأنه عاجز عن تطبيقها. وتوقع استطلاع للرأي أن تكون نسبة الممتنعين عن التصويت خلال هذه الدورة كبيرة على غرار ماحصل في الدورة الأولى. فقد امتنع عن التصويت في الدورة الأولى 53 بالمئة من الناخبين. ولوحظ أن نسبة الممتنعين عن التصويت تجاوزت 60 بالمئة في ضواحي المدن التي يسكنها فرنسيون من أصول أجنبية وبخاصة من أصول عربية وإفريقية وإسلامية. وأكد المراقبون أن عزوف سكان هذه الضواحي عن التصويت يعزى إلى شعور متنام لديهم بأنهم مهمشون من قبل الساسة. ومهما يكن الأمر فإن الانتخابات الإقليمية الفرنسية هذه تعد اختبارا مهما بالنسبة إلى نساء كثيرات فيما يخص مستقبلهن السياسي. ومنهن مارين لوبين ومارتين أوبري وفاليري بيكريس. فمارين لوبين ابنة جان ماري لوبين مؤسس حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف فخورة بأن يبقى هذا الحزب إلى الدورة الثانية في 12 منطقة. وهي مقتنعة بأن المنتسبين إلى الحزب سيختارونها عما قريب على رأسه لتخلف والدها الذي شاخ. وأوبري التي تقود الحزب الاشتراكي تعلم أن فرضية فوز حزبها فوزا واضحا في أعقاب الدورة الثانية يعزز مكانتها كزعيمة المعارضة لاسيما بعد أن واجهت خلال العام الماضي مشاكل كثيرة لفرض نفسها على الحزب وعلى الساحة السياسية الفرنسية. وفاليري بيكريس وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والمنتمية إلى الحزب الحاكم تعلم أنها ستخسر الانتاخابات الإقليمية في منطقة باريس الكبرى. ولكنها تأمل في توظيف مشاركتها في هذه الانتخابات لخوض الانتخابات البلدية المقبلة في العاصمة الفرنسية. ومعروف أن بلدية باريس مهمة جدا بالنسبة إلى الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية.