يصر مدرب التعاون الروماني جوجوري على الحديث باللغة العربية، والرد على التساؤلات وإبداء آرائه دون مترجم، يؤكد أن مكان فريقه المناسب في دوري"زين" لما يمتلكه من شعبية جماهيرية وفكر احترافي؛ ويرى جورجي أن الصعود لمصاف الأندية الممتازة متاح بدرجة كبير للتعاونيين، الروماني الذي سبق أن عمل مدربا مساعدا للشهير يوردانيسكو مع الهلال والاتحاد يعتبر أجمل فترات حياته التدريبية مع الهلال، تحدث عن ناديه وصفقاته هذا الموسم، وتطرق للكرة السعودية وخروج المنتخب من كأس العالم، كما كانت له وجهة نظر خاصة حول أسباب عدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا عبر السطور التالية. * كيف وجدت لاعبي التعاون بعد توليك مهمة تدريب الفريق؟. - أعرف تماماً لاعبي التعاون كافة، فأنا أقضي جل وقتي معهم داخل وخارج النادي، وإمكانياتهم جيدة؛ وهناك نجوم أصحاب خبرة وقادرون على ترجمة ما يطلب منهم داخل الملعب، ولعلنا حققنا ثمانية انتصارات متتالية وتعثرنا وعدنا من جديد ليعكس ذلك إمكاناتهم العالية. * وما هي تبريراتك لتغيير عناصر دكة البدلاء قبل كل لقاء؟ - كل مباراة مغايرة عن سابقتها، وكل فريق تقابله يحتاج تكثيف مراكز معينة وإحكام التعامل معها؛ والتعاون يمتلك لاعبين مميزين يجب ألا تبعدهم عن جو المباريات، وحتى لو شارك اللاعب في الاحتياط فعليه ألا يعتقد أن ذلك دليل سوء إمكانياته وعدم مقدرته، ومن الصعب أن يقضي الدوري خارج التشكيلة. * هل تتقبل الآراء برحابة صدر وتأخذها بجدية؟. - المدرب الذي لا يقبل الآراء لا يمكن أن ينجح، والمرء يملك فكرا وربما يخفق بين الفينة والأخرى، ويحتاج التذكير، والاستفادة من ملاحظات الآخرين، ومن يهدينا معلومة أكون ممنونا له؛ فهو يسعى لمصلحتي قبل الفريق؛ وبعد كل لقاء نتباحث مع إدارة الكرة ورئيس النادي حول أداء اللاعبين، وكيفية تصحيح أخطائهم، وخبرتي التدريبية فاقت 35 عاماً. * هل تملك الخلفية التامة عن اللاعبين المستقطبين للتعاون هذا الموسم؟. - نعم.. وهم بالفعل أهل لتمثيل التعاون؛ سيما وأن الكثير منهم أصحاب خبرة، وهذا ما يحتاجه دوري الدرجة الأولى، ولدي نجوم عملت معهم من قبل مع الاتحاد؛ كعبده حكمي وكذلك هو الحال للخميس والكري والنجعي والخالدي والخيبري وجميعهم ذوو خبرة في الدوري الممتاز، وكل الصفقات ناجحة برأيي، ولو أبديت تذمري من بعضها؛ فهذا تدمير لي في هذه المرحلة الصعبة، التي لا يمكن التعديل فيها، ولاعبو التعاون يستحقون الصعود كونهم أصحاب فكر احترافي يتقنون تطبيقه كما هي كرة القدم العالمية. * ما تقويمك لدوري الدرجة الأولى؟. - دوري الأولى صعب بالفعل، وهناك فروقات بينه ودوري "زين" في نواحٍ عدة أهما طريقة اللعب المفتوحة، التي لا تتماشى مع دوري الأولى؛ فلو لعب فريق ممتاز مع فريق في الأولى، وأقفل الاخير ملعبه لعجز الأول عن التسجيل، وتطبيق التكتيك المطلوب منه، ودوري الأولى يحتاج بنية جسمانية جيدة للخشونة السائدة في مبارياته، والاحتكاكات فيه كثيرة للغاية. التعاون *كنت مساعدا لمواطنك الشهير يوردانيسكو، ما سبب انفصالكما عن العمل؟ - السبب هو إنضمامه عضوا في البرلمان الروماني، وهذا بالطبع يحتم عليه الابتعاد عن الكرة نهائياً، لعدم قدرته على الجمع بين عملين، وأنا دربت في أندية خليجة عدة، وحققت بطولات معهم ولا يعني عملي مساعدا ليوردانسكو أني لا أفهم التدريب، ولكن عندما تمتزج خبرة تدريبي لفريقين كبيرين كالهلال والاتحاد فحتماً سيتحقق الهدف المنشود، وسجلي مليء بالبطولات وآخرها كأس السطان قابوس مع النصر العماني. * كيف كانت تجربتك مع الهلال؟. - ناجحة بكل المقاييس وأنا أحب الهلال بجنون، فهو فريق عالمي بالفعل ونيله لقب نادي القرن في آسيا قليل بحقه، هو النادي النموذجي الذي أصنفه للعب أوروبياً، ولو كانت أندية السعودية كالهلال لقارع الفرق العالمية دون شك، إداراته ذات فكر، وما تحقيقه للدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع إلا دلالة على ثقله المميز، وطوال فترة تواجدي في رومانيا كنت مهتما بمتابعة مبارياته. * ما أقرب الفرق السعودية بنظرك التي تسير على طريق الهلال؟. - التعاون دون منافس بفكر منسوبيه وجماهيريته، وحسن التعامل، وما تصدر التعاون لبطولة كأس الأمير فيصل لأندية الدرجة الأولى إلا دلالة على قوته؛ ما يؤكد أن الهلال أبرز فرق الممتاز الهلال والتعاون أقوى فرق الأولى. * عندما التقيت مدافع الهلال السابق والاتفاق حاليا فهد المفرج في إحدى معسكرات التعاون دار بينكما عناق وحديث طويل؟. - نعم.. فقد دربت هذا اللاعب الذي يتمتع بخلق عال، وانضباطية رائعة، وهو عزيز علي كونه يحترم مدربي ناديه لدرجة تقودك للخجل عندما تقف أمامه. *ما تقويمك للكرة السعودية وكيف ترى مستقبلها؟. - الكرة السعودية جيدة ومليئة بالنجوم، وينقصها العمل التطويري في السابق؛ أما الآن فالوضع يسير بالشكل الصحيح، وحقيقةً غضبت عندما خرج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم، وأتساءل دائماً لماذا هي كذلك وهي تحظى بالعامل الأهم (الدعم المادي)، والفكر برأيي هو من يقف أمام طريق الكرة السعودية، التي تحتاج وقفة صادقة؛ والعمل على إنشاء الأكاديميات الكروية، التي تزرع الفكر الاحترافي في اللاعب منذ الصغر. *كثير من الخبراء أشادوا بالموهبة السعودية؛ فكيف لها الاحتراف خارجياً؟. - في السابق كان لاعبو الأندية السعودية ينقصهم تطبيق معنى الاحتراف الصحيح؛ أما الآن فالاحتراف موجود، ومن يقول أن اللاعب السعودي لا يحظى باحتراف خارجي فجواب ذلك توجه إلى وكلاء أعمال اللاعبين، الذين أرى أنهم قادرون على كشف العروض التي تصل للاعبين عن طريق أنديتهم، وكانت تحجب عنهم في السابق. * بماذا تعد الجماهير التعاونية؟ - أتمنى أن أحقق لهم كل ما يريدون وهم جماهير ذواقة، وما بيدي هو تحقيق الصعود هذا الموسم، لأنني أؤكد أن مكان التعاون الحقيقي بين الفرق الممتازة، والمؤشرات تؤكد ذلك شريطة لعب المباريات المتبقية بطريقة خروج المغلوب.