كشف مبعوث الأممالمتحدة السابق إلى أفغانستان كاي إيدي للمرة الأولى إجراء اتصالات سرية مع قادة حركة طالبان في أفغانستان. وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس الجمعة ، قال كاي إيدي الذي كان يرأس حتى وقت قريب بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان: "بالطبع التقيت مع قادة طالبان أثناء تواجدي في أفغانستان". وأوضح أن اللقاءات شملت محادثات مباشرة في دبي وأماكن أخرى ، معربا عن اعتقاده أن تلك المحادثات كانت تحظى "برضا" قيادة طالبان. وكشف أن الاتصالات بدأت في ربيع 2009 وبعد فترة " هدوء" بسبب الانتخابات الرئاسية الأفغانية في أغسطس الماضي ، انتعشت مجددا "حتى وقت قريب". وقال الدبلوماسي النرويجي إنه يعتقد أن عمليات القبض على قادة طالبان مؤخرا في باكستان كانت السبب وراء إنهاء المحادثات. وأوضح أن عمليات الاعتقال أوقفت قناة الاتصالات السرية مع الأممالمتحدة. من جهتها حذرت الحكومة الأفغانية من تحديد الدول الأجنبية لموعد لسحب قواتها من أفغانستان. وقال رانجين دادفار سبانتا مستشار الرئيس حامد كرزاي للأمن الوطني في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس الجمعة في العاصمة كابول "إذا تحدثنا اليوم عن موعد سحب القوات الأجنبية قبل التوصل للشروط والظروف المنشودة فسيعني هذا أننا نسير في الاتجاه الخطأ". وأوضح المسؤول أن الأفغان سيعتبرون ذلك سحبا للقوات قبل أن تقف أفغانستان على قدميها ، بينما ستنظر حركة طالبان إلى تحديد موعد لسحب القوات الأجنبية على أنه مؤشر للانتظار لمدة عام أو عامين تمهيدا للانقضاض على السلطة والإطاحة بها. وأضاف سبانتا ، الذي كان يشغل في الماضي منصب وزير خارجية أفغانستان ، أنه يتفهم مخاوف حركات السلام والشعب الألماني من بقاء قوات بلادهم في أفغانستان ولكنه حذر من تحديد موعد مبكر لسحب القوات قبل أن تصبح بلاده في وضع يسمح لها بالدفاع عن نفسها. وأعرب سبانتا ، الذي عاش لفترة طويلة في ألمانيا ، عن قلقه إزاء المناقشات الدائرة حاليا في ألمانيا حول سحب قواتها واضاف أن النقاش يفتقد إلى الموضوعية مشيرا إلى أن سحب القوات سيؤدي إلى خسارة جميع المكاسب التي تحققت سواء في التعليم أو حرية الصحافة وحقوق الانسان والمرأة بالاضافة إلى الصحة ، كما ستعود أفغانستان قلعة للارهاب من جديد. وأكد المسؤول أن الأوروبيين ليسوا في مأمن من التعرض لتهديدات الارهاب وأوضح قائلا إن العدو الرئيسي للارهاب ليس الفلاح الأفغاني البسيط وإنما الثوابت الغربية مثل الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة وأسلوب الحياة الغربي. وأشار المسؤول إلى كراهية طالبان لنمط الحياة الغربية وللسلطة الأفغانية التي تعمل على توفير حقوق المرأة في التعليم وتوقع في الوقت نفسه ارتفاع معدلات العنف في بلاده خلال العام الجاري. وحول مفاوضات السلام قال سبانتا إنها لن تقتصر على مقاتلي حركة طالبان وإدماجهم في المجتمع أو مقاتلي تنظيم القاعدة وانما ستصبح المفاوضات خيارا ضمن منظومة للدفاع عن بلادنا والعيش في سلام. وأكد سبانتا أهمية دور باكستان في عملية المصالحة بالنظر إلى نفوذها القوي على حركة طالبان وأوضح قائلا "بدون باكستان لن يمكننا تحقيق النصر في الحرب ضد طالبان".