حاملا بجعبته "رسالة سلام" لطي صفحة اكثر من نصف قرن من الخلافات والحقد والوجع، جاء الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا الى رام الله، مدشنا شارعا يحمل اسم بلاده، ومرحلة جديدة من العلاقات مع الشعب الفلسطيني "الموحد". دا سيلفا الرئيس البرازيلي الاول الذي يزور فلسطين، اختار ان تبدأ زيارته لفلسطين من مدينة السلام بيت لحم، مهد السيد المسيح، لينطلق منها الى رام الله مرورا بالقدس التي تئن تحت وطأة الجدران الاسرائيلية، والحواجز والمستوطنات التي تبدد حلم تحقيق السلام على هذه الارض المقدسة. وصل دا سيلفا الى رام الله مستهلا زيارته بتدشين شارع يحمل اسم "البرازيل" بمحاذاة ضريح رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، ليضاف الى مكتب التمثيل الذي افتتحته بلاده في رام الله في العام 2004، قبل ان يضع اكيلا من الورود على ضريح عرفات، ويلتقي مجددا رئيس السلطة محمود عباس. وفي مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفلسطيني قال دا سيلفا ان الساعة وصلت لنقوم بخطوات شجاعة لنرمي خلفنا أكثر من نصف قرن من الخلافات والحقد والوجع، مؤكدا ان الحصار على غزة لا يمكن أن يبقى، والجدار الفاصل يجب أن يسقط، لأن العالم لا يحمل أي نوع من الجدران. واشار إلى أن الملايين من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية يعيشون في ظروف سيئة، وآمالهم ضعيفة جدا. وقال دا سيلفا "إن استقرار الشرق الأوسط يهم كل العالم، وكلنا مسؤولون عن مصيرنا، ويجب ألا تبقى عملية السلام في أيدي البعض، ومشاركة أطراف جدد في عملية السلام ستحسنها وتنعشها، والبرازيل تستطيع المساهمة في الوصول إلى عملية السلام". واشار الى أن بلاده رفضت وانتقدت القرار الإسرائيلي الأخير ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة، داعيا في الوقت ذاته إلى وقف كافة الأنشطة الاستيطانية "كي لا نطفئ شعلة الأمل." وأضاف "أن التفاوض يعني أن نصغي إلى وجهة نظر الجانب الآخر، وهكذا سنبني التفاهم والحوار". ووجه نداء الى الشعب الفلسطيني من اجل الوحدة والمصالحة، قائلا "إن فلسطين لن تحقق حلمها إذا لم تكن متحدة، ويجب أن يكون الشعب الفلسطيني متفقا على وجود دولتين حرتين تتقاسمان الحدود والسلام والأمن، يجب إيجاد حل وسط، وعلى الشعب الفلسطيني يجب أن يتحد على طاولة المفاوضات ويدافع عن حقوق كافة الفلسطينيين. من جانبه، أكد رئيس السلطة ان على اسرائيل تنفيذ الالتزامات المطلوبة منها في خارطة الطريق ووقف النشاطات الاستيطانية كاملة في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل الذهاب إلى أي مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي". وأضاف "الجانب الفلسطيني نفذ الالتزامات المطلوبة منه، وليست لدينا أي شروط مسبقة للمفاوضات. وقال عباس "إن المصالحة الفلسطينية مهمة جدا، ونبذل كل ما نستطيع للتوقيع على الوثيقة المصرية، حيث وقعتها حركة فتح، وننتظر حماس للتوقيع عليها لندفع باتجاه المصالحة". ووقع الجانبان الفلسطيني والبرازيلي مجموعة من الاتفاقات تقدم بموجبها البرازيل دعما ماليا في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والثقافة والشباب والرياضة. وأكد سيلفا دعم بلاده خطة رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، لتجديد البنية التحتية في الاراضي الفلسطينية، وتخفيض الاتكال على المساعدات الدولية، استعدادا لقيام الدولة الفلسطينية المامولة. وكان دا سيلفا التقى عباس وفياض أمس في بيت لحم، واجتمع برجال أعمال فلسطينيين وبرازيليين جاءوا بحثا عن فرص الاستثمار في فلسطين.