أكد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية ( أجفند ) ، أن التنمية الحقيقة حراك ومعادلة محسوبة أهم عناصرها الإنسان الذي يعد اعدادا جيدا من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليم المواكب للعصر الذي يوسع الخيارات ويرفع سقف التطلعات نحو غد أفضل . جاء ذلك في كلمة القاها نيابة عن الأمير طلال بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، في افتتاح أنشطة المؤتمر السعودي الأول، والخليجي الرابع لتعزيز الصحة، الذي دعا إليه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع تحت شعار (شراكة أفضل لصحة أفضل)، البارحة في فندق إنتركونتنينتال في جدة. وأضاف " ان اهمية قضايا الصحة لا تعود فقط الى ان المرض من اخطر المهددات الى جانب الفقر وقلة الحظوظ في التعليم ، بل ايضا لأن الصحة حق اساسي من حقوق الإنسان يجب ان يحصل عليها كل فرد بأيسر السبل ، ويجب ان يتاح هذا الحق للفقراء دون ارهاقهم بأية تبعات ، وهذا مايؤكد ضرورة موازنة منظومة الصحة بما يحقق ديمقراطية الخدمات الصحية من حيث انتشارها وتوزعها ، وسهولة وصولها الى الأكثرية ، مع الاعتناء بالجودة من حيث تطوير الخدمات وتنوع التخصصات والأبحاث العلمية ". وأكد الأمير طلال بن عبدالعزيز، أن الهلع الذي يسود العالم جراء الأمراض الكثيرة ومعظمها اوبئة عابرة للقارات متجاوزة للحدود مثل أنواع أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها والأمراض الأخرى الناجمة عن الإفراط في انتاج الأغذية المعدلة وراثيا والإساءة للبيئة ، كما أن بعض مجتمعاتنا يعاني امراضا شبه متوطنة وتستعصي على المكافحة مثل الملاريا وحمى الضنك في بعض انحاء المملكة وبين هذه وتلك نؤكد أهمية وضرورة تلبية اهداف الالفية . أما المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون رئيس المؤتمر الدكتور توفيق بن احمد خوجة ، فأوضح ان تعزيز الصحة ينطلق في الأساس من المفهوم الشامل للصحة كونها تشمل كل الممارسات اليومية للفرد والمجتمع والتي تؤثر على صحته وسلامته، ولا يمكن للقطاعات الصحية بمفردها أن تعزز أو تؤمن الصحة لكافة الأفراد في المجتمع إلا عندما يتمكن الأفراد أنفسهم من تحمل المسؤولية وإيجاد وتعزيز ظروف معيشية صحية من خلال اتباع أنماط الحياة الصحية تمكنهم من التمتع بنعمة الصحة والمحافظة عليها.ولفت الى أنه أصبح لزاما إعادة توجيه القطاعات الصحية والتعليمية والتثقيفية والإعلامية لمواكبة التطور وذلك بترسيخ مبدأ تعزيز الصحة من خلال القنوات والبرامج التثقيفية المتعددة والتركيز على مفهوم إيجاد الرقيب الصحي الذاتي في داخل الفرد بحيث تصبح مسألة تعزيز الصحة في قائمة أولويات كل فرد في المجتمع. ورأى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور خالد عبيد باواكد ، أنه رغم الانحسار الكبير الذي حدث في معدلات المراضة والوفيات الناتجة عن الأمراض المعدية والطفيلية ظهرت للمجتمع الدولي مشاكل صحية مرتبطه بالسلوك الصحي كقلة النشاط البدني وانتشار التدخين إضافة إلى سوء التغذية وتناول المأكولات ذات القيمة الغذائية المنخفضة والسعرات الحرارية العالية جداً ،وهو ما أدى الى ظهور العديد من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السمنة والسكري وارتفاع مستوى الدهون وتصلب الشرايين، كما أثبتت العديد من الدراسات الحديثة بأن هنالك علاقة وثيقة بين النمط المعيشي والبيئة المحيطة للشخص من جهة وبين الحالة الصحية من جهة أخري.وأكد ، أن مفهوم النمط المعيشي الصحي هو عبارة عن طريقة للعيش والحياة اعتماداً على سلوكيات معروفة يتم تحديدها من خلال الجمع بين الصفات الشخصية والحالة الاجتماعية والبيئية المحيطة بالشخص ، وهو ما ندعو له في مؤتمرنا هذا متأملين أن نصل معكم وبتظافر جميع الجهود من أجل صحة متكاملة لمجتمعاتنا. أما رئيس الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع رئيس اللجنة العلمية البروفيسور سميح الالمعي ، فأوضح أن أغلب المشاكل الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالسلوك غير الصحي ، حيث إن هناك معدلات غير مقبولة لمشاكل صحية مثل السمنة، حوادث الطرق، التدخين، أمراض القلب، الربو، السرطان، الأمراض المنقولة جنسياً والأمراض المزمنة ، ومعظم هذه الأمراض يمكن الوقاية منها.