لبى الفلسطينيون نداء الانتصار للمسجد الاقصى المبارك وخرجوا منذ ساعات الصباح في تظاهرات عارمة، لتندلع على اثرها مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في معظم احياء وبلدات القدسالمحتلة والعديد من مناطق الضفة الغربية، في مشهد اعاد الى الاذهان بداية انتفاضة الاقصى في العام 2000. واندلعت اعنف المواجهات منذ ساعات الصباح في بلدة العيسوية ومخيم شعفاط، لكنها سرعان ما امتدت الى احياء واد الجوز ورأس العامود والصوانة وسلوان وصور باهر، وشارع صلاح الدين، وكذلك داخل البلدة القديمة من القدس وعند ابواب حطة والناظر والمجلس، وحارة السعدية، ومخيم قلنديا ومعبر الاحتلال المجاور شمال المدينة المقدسة، وغيرها من المناطق. وتأتي هذه الهبة الجماهيرية غير المسبوقة منذ سنوات طويلة انتصارا للمسجد الاقصى في ظل الدعوات التي وجهتها جهات يهودية متطرفة لاقتحامه عقب يوم واحد فقط من افتتاح ما يسمى " كنيس الخراب" داخل البلدة القديمة والذي تعتبره عصابات اليهود الخطوة التي تسبق اقامة الهيكل المزعوم على انقاض الاقصى. واكدت مصادر مقدسية ان قوات الاحتلال اعتقلت عددا كبيرا من المتظاهرين لا سيما في منطقة واد الجوز، حيث تسللت قوة من "المستعربين" في شرطة الاحتلال بينهم وانقضت عليهم على حين غرة، واعتقلت العديد منهم. ولم تقف تظاهرات الغضب عند حدود المدينة المقدسة ومحيطها بل امتدت الى مناطق عدة من الضفة الغربية، حيث شهد حاجز عطارة شمال بيرزيت وبلدة نعلين غرب رام الله، وبلدة بيت امر شمال الخليل، وبلدة تقوع قرب بيت لحم، وحوارة جنوب نابلس، ومناطق عدة من الضفة الغربية تظاهرات ومواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي ردت بمختلف انواع الذخيرة لقمع المتظاهرين، فيما فرضت تدابير مشددة على حواجزها الدائمة والمؤقتة على مختلف طرقات الضفة الغربية، تحسبا لمثل هذه الاحداث. وقد عم مدينة القدس لليوم الثاني على التوالي اضراب تجاري، احتجاجا على سياسات اسرائيل التهويدية والتهديدات المحدقة بالمسجد الاقصى، في وقت زجت قوات الاحتلال بالالاف من عناصر شرطتها وحرس الحدود والمستعربين وفرق الخيالة، وعزلت احياء وشوارع المدينة عن بعضها بالحواجز. وفي بلدة سلوان المهددة عشرات المنازل فيها بالهدم، هاجم متظاهرون فلسطينيون بالزجاجات الحارقة والحجارة المبنى الاستيطاني المسمى " بيت يوناثان". وفرضت قوات الاحتلال اجراءات مشددة داخل البلدة القديمة وعلى بوابات المسجد الاقصى ومنعت الرجال من الدخول. وعند باب حطة حاولت قوات الاحتلال منع تجمع من النساء من العبور الا انهن تحدين المحتلين وتمكنت النساء من دخول المسجد الاقصى وتجمعن عند المسطبة مقابل باب المغاربة، قبالة تجمع لليهود الذين كانوا يرتدون زيا موحدا في ساحة البراق. وتمكن عدد من أعضاء الكنيست العرب، ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل من الدخول للمسجد الأقصى. وفي محاولة منها لمنع تدفق ابناء فلسطين 48 الى القدس للرباط في المسجد الاقصى اقامت شرطة الاحتلال الحواجز على الطرقات الخارجية المؤدية الى القدس لا سيما شارع 6، وكذلك على محاور الطرق في اراضي 48، ومنعت عشرات الحافلات التي سيرتها مؤسسة البيارق التابعة للحركة الاسلامية والتي انطلقت منذ ساعات الفجر من مواصلة طريقها نحو المدينة المقدسة. ورغم الاجراءات المشددة وصل المئات من فلسطينيي 48 وأهل القدس الى محيط المسجد الاقصى لكن حواجز الاحتلال حالت دون دخولهم، ما اضطرهم لاقامة صلاة الفجر في الطرقات، قبل ان تعتدي عليهم قوات الاحتلال بالهراوات وقنابل الصوت والغاز.