يقوم وفد رفيع المستوى من منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بزيارة للمملكة العربية السعودية يوم غد الأربعاء، وذلك بناء على دعوة سمو وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود. ويرأس الوفد معالي مدير عام المنظمة السيدة إيرينا بوكوفا، فيما يتكون الوفد من معالي رئيس المؤتمر العام للمنظمة السيد دافيد هيبورن "ممثل الباهاما"، ومعالي رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة السيدة اليانورا ميتروفانوفا "سفيرة روسيا الاتحادية"، وسفراء كل من: الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا، واليابان، وفرنسا، وتركيا، وأسبانيا، والبرازيل، في المنظمة يرافقهم سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس. وتزامناً مع هذه الزيارة يُنظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لقاء حوارياً بخصوص "مشروع الاحتفال بالسنة الدولية للتقارب بين الثقافات 2010م" بقاعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع الساعة العاشرة صباحاً. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لكونها الأولى للمدير العام المنتخب السيدة بوكوفا التي فازت بالمنصب مؤخرا عقب منافسة قوية مع الدكتور فاروق حسني المرشح العربي، كما تعد هذه الزيارة الأولى التي يشارك فيها أعلى سلطة في الهيئات الإدارية الثلاث للمنظمة ممثلة في الإدارة العامة للمنظمة والمؤتمر العام والمجلس التنفيذي. حيث يكتسب المؤتمر العام أهميته من مكانة ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الذين يمثلون عادة على المستوى الوزاري، ولدى انعقاد كل دورة من دورات المؤتمر العام يقوم عدد من رؤساء الدول أو الحكومات بإجراء زيارات رسمية لليونسكو، وتُعقد دورات المؤتمر العام مرة كل عامين ويحضرها أيضا ممثلون من إيرينا بوكوفا الأعضاء المنتسبين ومراقبون من الدول غير الأعضاء كما تحضرها منظمات دولية حكومية وغير حكومية، ويحدد المؤتمر العام خطوط سياسة المنظمة والنهج العام الذي تسلكه خاصة من خلال دراسة واعتماد البرنامج والميزانية لفترة العامين، ووضع وثائق تقنينية دولية، واعتماد عدد من القرارات بشأن موضوعات هامة ترتبط بمجالات اختصاص المنظمة. كما يقوم المؤتمر العام بانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة وهو السلطة الثانية للمنظمة، إذ ينظم انتخاب أعضاء مختلف الهيئات الفرعية، ويقوم أيضا بانتخاب المدير العام لليونسكو كل أربع سنوات. ويعد المجلس التنفيذي بمثابة مجلس إدارة لليونسكو، فهو يحضّر أعمال المؤتمر العام، ويسهر على حسن تنفيذ قراراته، وتُستمد مهام المجلس التنفيذي ومسؤولياته بصورة رئيسية من الميثاق التأسيسي، ومن النظم والتوجيهات التي يصدرها المؤتمر العام. كما أن بعض قرارات المؤتمر العام تكمّل هذه القواعد. وفي كل فترة عامين، يكلف المؤتمر العام المجلس التنفيذي ببعض المهام المحددة. وتُستمد بعض صلاحياته الأخرى من اتفاقات مبرمة بين اليونسكو ومنظمة الأممالمتحدة والوكالات المتخصصة وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية. زياد الدريس والمؤتمر العام هو الذي ينتخب أعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 58 عضواً، ويعتمد اختيار ممثلي الدول الأعضاء بصورة رئيسية على تنوع الثقافات التي يمثلونها وعلى أصولهم الجغرافية؛ وتجري عمليات تحكيم معقدة للتوصل إلى توازن فيما بين مختلف مناطق العالم، ويبيّن هذا التوازن الطابع العالمي للمنظمة، ويجتمع المجلس التنفيذي مرتين في السنة. وكانت المملكة العربية السعودية قد استطاعت الفوز بمقعد في المجلس التنفيذي عام 2007م لمدة أربع سنوات، ويمثلها حاليا معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم، وذلك تأكيدا لجهود المملكة في إحلال السلام والأمن الدوليين، ونشر الثقافة والعلم في العالم ودعم الحوار بين الشعوب وحسن علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة التي صوتت لها أثناء الاقتراع السري للانتخابات، حيث نجحت الدبلوماسية السعودية عبر مندوبية المملكة الدائمة في المنظمة ووزارة الخارجية في تحقيق هذا المكسب الدولي الهام.