تقود سيارتك على الطريق السريع مع عائلتك ثم تُفاجأ بسائق متهور يقود بسرعة عالية لايلتزم بمسار معين ويُفاجئ الآخرين فمرة يتجاوز عن يمينهم وأخرى عن شمالهم. وبسبب قيادته غير المسؤولة كاد أن يتسبب بعدة حوادث، أجبر أصحاب المركبات الأخرى على تغيير مساراتهم لتفادي التصادم معه. الوقت بعد منتصف الليل. قرر واحد ممن تعرض لأذاه أن يضع حدا قانونيا لتهور السائق. اضطر لتجاوز السرعة لكي يحصل على رقم السيارة ومن ثم يسبقها إلى نقطة التفتيش التي لاتبعد سوى بضع كيلومترات. وفعلا استطاع الحصول على نوع السيارة ورقم اللوحة. عندما بلغ نقطة التفتيش كان السائق المتهور خلفه مباشرة. أشار صاحبنا إلى الجندي أن يوقف السيارة التي خلفه وشرح له الأسباب. طلب الجندي منهما إيقاف سيارتيهما والحضور إلى مكتب المسؤول. كان السائق المتهور غاضبا يتهدد ويتوعد على مرأى من الشرطة ومسمع. قدم صاحبنا تقريره إلى المسؤول وشرح له كيف أن هذا السائق كاد أن يودي بحياة عدد غير قليل من المسافرين. كان الشرطي يكتب كل ماقاله صاحبنا ولكن فاته أن يكتب تهديد السائق المتهور رغم مطالبة صاحبنا له، ورغم أن التهديد حدث في مكتب الشرطة. بعد الانتهاء من التقرير وبرغم أن المتهور لم ينكر تهوره. التفت المسؤول إلى الجندي وقال تأخذ السائق المتهور والذي بلّغ عنه إلى شرطة الحاير. فُجع صاحبنا بأنه سيُعامل معاملة الجاني فقال ولمَ ترسلني إلى قسم الشرطة؟ رد المسؤول لأنك المُدعِي. ولكن ليس لدي الوقت ولا الاستعداد "للشحططة" مع عائلتي لأنني بلغت عن متهور. رد المسؤول إذاً تتنازل عن الدعوى. فقال أريد الحديث مع الضابط المسؤول وفعلا أخذوه إلى مكتب الضابط ولكن النتيجة واحدة إما أن تتنازل أو أن نُحيلكم إلى شرطة الحاير. فقال بل أتنازل. وهكذا أُطلق صراح المتهور ليمارس تهوره وهو أكثر شعورا بالأمن من العقاب. بهذه المناسبة أقدم عزائي لأسر الضحايا الذين قضوا نتيجة تهور سائقين يحميهم النظام.