بالقدر الذي سعدنا فيه بالحراك الايجابي لأعضاء لجنة المنشطات السعودية خلال الأيام الماضية في أكثر من اتجاه وهي تؤدي واجبها بتجرد ونكرات للذات، حزنا حُزنا شديدا لظهور أسماء كبيرة في عالم كرة القدم ثبت تناولها بعض المواد المحظورة. ولا ندري فربما تظهر أسماء أخرى كبيرة ومعروفة في عالم الكرة لها ارتباط بهذا الآفة المدمرة، طالما أن لجنة المنشطات أصبحت تعمل باستقلالية وتتحرك في كل الاتجاهات بفعالية ولا تفرق بين كبير وصغير. إدانة لاعب الوحدة علاء الكويكبي بتناول مواد منشطة وإيقافه لمدة عام، ثم استدعاء لاعب النصر المصري حسام غالي للتحقيق معه بعد ظهور عينة (ايجابية) أخذت منه عقب مباراة فريقه مع الهلال في ربع نهائي كأس ولي العهد خبر أصاب الجميع بالصدمة والإحباط. مؤسف أن يدان لاعب كبير بتناول مادة محظورة ومحرمة دوليا سواء كان ذلك تم بقصد أو دونه، ثم يحرم من ممارسة النشاط الذي يعتمد عليه في أكل عيشه وتربية أبنائه. المنشطات آفة العصر والعدو الأول للاعبي كرة القدم وممارسي الرياضات الأخرى لذلك فان محاربتها والقضاء عليها يصبح واجبا على الجميع وهذا الأمر يتطلب بالطبع تعاونا من كل العاملين والمسؤولين في الوسط الرياضي بلا استثناء. قد تكون إدانة الكويكبي وتوقيفه لمدة عام ووقوع حسام غالي في شراك لجنة المنشطات، ناتج عن جهل، أو نتيجة لتناول احدهما أو كليهما أدوية طبية مشبعة بمواد منشطة قبل اخذ العينات منهما بوقت قصير. لكن الجهل في مثل هذه الحالات لن يشفع من العقاب أو يكون طوقا للنجاة، لان ظهور مواد نشطة في العينات التي يتم أخذها بطريقة عشوائية بعد المباريات سيكون كافيا للإدانة. لقد قامت اللجنة التأديبية التابعة للجنة المنشطات التي يقودها محمد القرناس بالتعامل مع حالة لاعب الوحدة الكويكبي بنوع من الإنسانية بعد أن تيقنت انه لم يتعمد تناول المواد المنشطة التي ظهرت في العينات التي أخذت منه، لكنها لم تعفه من العقوبة. لذلك يجب على اللاعبين أن ينتبهوا لأنفسهم، ويبتعدوا قدر الامكان عن تناول الأدوية الطبية قبل المباريات الرسمية، أو استشارة الأجهزة الطبية بالأندية التي ينتسبون إليها قبل تناولها إذا كان ذلك ضروريا. كما نأمل من المسؤولين في الأندية الرياضية أن يقوموا بواجبهم في هذا الأمر، وعليهم الاستعانة بأهل العلم والمعرفة والخبرة لتقديم دروس ومحاضرات توعوية للاعبين عن مخاطر المنشطات وكيفية تجنبها حتى لا يتضرر النادي واللاعب إذا وقع الأخير في المحظور وتمت ادانته. هروب جماعي هروب عدد من لاعبي منشط ألعاب القوة في احد الأندية الكبيرة عند علمهم بوصول وفد من لجنة المنشطات لأخذ عينات من البعض منهم الأسبوع الماضي، ليس له تفسير غير أن يكون هؤلاء اللاعبون متورطين بالفعل بتناول مواد محظورة. الحادثة تشير إلى أن ظاهرة تناول المنشطات ربما تكون أكثر تفشيا في أوساط شريحة كبيرة من الرياضيين الذي يمارسون ألعابا غير كرة القدم، وهذا ما سيضاعف من مهمة لجنة المنشطات.