ردت الحكومة المغربية على الحملات التي تشنها بعض الأوساط الدولية تتهم من خلالها المغرب بتقييد الحريات في إشارة إلى طرد السلطات أخيرا لمنصرين كانوا يستهدفون الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم. وعبرت الحكومة في اجتماعها يوم الخميس عن رفضها المطلق "لكل أنواع التضليل والتشويش" التي تسعى من خلالها هذه الجهات الأجنبية إلى المساس بمصداقية المغرب. ويشار إلى أن الخارجية الهولندية كانت استدعت القنصل المغربي في مدينة لاهاي للاستفسار حول ترحيل ستة هولنديين ضبطوا متلبسين في عمليات تنصير تستهدف الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم. وكانت السلطات المغربية رحلت أخيرا حوالي 27 أجنبيا من جنسيات مختلفة أثبتت التحريات أنهم كانوا يعلمون على تنصير أطفال مغاربة متسترين على أنشطتهم بغطاء جمعيات تعمل تحت يافطة الأعمال الخيرية. وكشفت مصادر من الداخلية المغربية أن هؤلاء المنصرين الذين تم ترحيلهم (27 عنصرا) ينتمون إلى دول من كوريا الجنوبية، والبرازيل، وهولندا، وجنوب أفريقيا ، وكندا، ومصر، وبريطانيا العظمى، وزيلاندا الجديدة، والولايات المتحدة، ونيجيريا. وأفادت المصادر ذاتها أن السلطات من المحتمل أن تعمد إلى ترحيل مجموعات أخرى يشتبه في علاقتها بشبكات التنصير التي تنشط في بلاد تحت يافطة الأعمال الخيرية، مشيرة إلى أن التحريات حول العديد من هذه الجمعيات لا تزال جارية. وأثارت الإجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية في حق شبكات التنصير حفيظة أحزاب مسيحية هولندية دعت سلطات بلادها إلى الضغط على المغرب لرفع يده على أنشطة هذه الشبكات. وذهبت أحزاب سياسية في الاتحاد الأوروبي إلى حد مطالبة الأخير بإعادة النظر في علاقات التعاون التي تربطه بالمغرب. وفي تصريح أدلى به وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري عقب اجتماع مجلس الحكومة، أكد أن بلاده ستستمر في "التعامل بصرامة مع كل من تخول له نفسه الاستهتار بمقومات هذا البلد المضياف". وأشار الوزير إلى أن الداخلية المغربية اتخذت إجراءاتها بطرد منصرين بناء على تحريات قادت إلى ضبط أجانب يقومون بتصرفات مخالفة للقانون. وكشفت التحريات أن هذه العناصر تقوم باستغلال هشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأشخاص معوزين وحتى استغلال براءة أطفال في سن مبكرة جدا من أجل إخراجهم من دينهم وتنصيرهم، وكل ذلك تحت غطاء الأعمال الخيرية،على حد قوله. وأوضح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة " أن الأمر لم يكن يدخل ضمن أعمال البر الصادق"، مضيفا أنه تم العثور بحوزة هذه العناصر على عدة دعامات من كتب وأقراص مدمجة وغيرها من وسائل التنصير المعدة للأطفال.