إن من أكبر النعم التي اسبغها الله - تعالى - على هذه البلاد الغالية أن وهبها حكاماً يتلمسون حاجات مواطنيهم، ويسهرون على راحتهم، ويذللون الصعاب في سبيل توفير العيش الرغد لهم. ولعل من أهم الخدمات التي يحتاجها المواطن هي الخدمات البلدية، وهي خدمات تتعلق بصحة المدن والقرى ونظافتها، وتوفير أماكن النزهة والترفيه فيها، والتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتنفيذ المشاريع داخل المدن، وتهيئتها لأن تكون بيئة مثالية للإنسان. ونحن نسجل تحية شكر وتقدير لجميع المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، بدءاً من وزيرنا المحبوب ومروراً بأمناء المدن ورؤساء البلديات، وانتهاء بأصغر موظف في الوزارة على ما بذلوه ويبذلونه من جهد ومتابعة وتفان في العمل. ولا شك أن من واجبنا على مسؤولينا في وزارة الشؤون البلدية والقروية أن نقدم لهم النصح والإرشاد، ونحن نعلم يقيناً أنهم يتقبلون هذا النصح، بل ويستفيدون منه في عملهم ويطورون أفكاره إلى الواقع والتطبيق. إن من أسوأ ما يعكر صفو مدننا الجميلة هو تلك (الحفريات) المنتشرة فيها والتي يفتقد بعضها إلى أقل مقومات السلامة، كما أن الغالب في تلك (الحفريات) انها تدوم لفترات طويلة جداً، كما أن الانتشار الكبير لفتحات التفتيش المكشوفة والصرف الصحي وشبكة تصريف مياه الأمطار، مؤشر خطر ونذير شؤم يهدد سلامة المواطن والمقيم، ولعل من أهم الحلول لمعالجة تلك المشكلة تكثيف الرقابة والمتابعة على تنفيذ المشاريع داخل المدن، والتأكد من توفر وسائل السلامة في الحفريات وفتحات الصرف فيها. وبما أن هذه المشكلة الخطرة قد يكون لها آثار لا تحمد عقباها، كان لابد من إيجاد حل إنقاذاً لأرواح الناس وممتلكاتهم، وانطلاقاً من قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، وحتى نكون يداً واحدة لتحقيق ما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وسعياً إلى بذل سبل علاج هذه المشكلة التي أرقت الكثير، فإنني أضع بين يدي المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية اقتراحاً مفاده أن تقوم الوزارة بتعيين مراقبين من الكفاءات الشابة من أبناء هذا الوطن المبارك - ولو عن طريق التعاقد لفترة محدودة بمكافآت تحفيزية - للقيام بعملية الرقابة والمتابعة الدقيقة، وإعداد التقارير الخاصة بهذا الشأن. وحتى تتم الاستفادة من هذه الطاقات البشرية الشابة، ومن ثم تطويرها واستثمارها فيما يعود بالنفع لهم ولوطنهم. بذلك نكون قد ساهمنا في دفع عجلة التنمية التي حرص عليها المسؤولون في هذا البلد المعطاء، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله. ونكون قد أصبنا (عصفورين بحجر واحد)!.