تراشق الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بالكلمات اليوم الأربعاء خلال فترة وجيزة أمضياها معا في أفغانستان حيث تنشر واشنطن قوات تخوض حربا لكن نفوذ إيران اخذ في التنامي. وقال أحمدي نجاد الذي وصل في الوقت الذي يستعد فيه جيتس لاستكمال زيارة استمرت ثلاثة أيام في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن القوات الأمريكية والأوروبية لن تتمكن من هزيمة الإرهاب عن طريق شن حرب في أفغانستان. وقال جيتس في وقت سابق هذا الأسبوع إن إيران تلعب "دورا مزدوجا" في أفغانستان بأن تكون ودودة مع الحكومة وفي الوقت نفسه تحاول تقويض جهود الولاياتالمتحدة. وقال اليوم الأربعاء انه نقل مخاوفه هذه إلى كرزاي. وتقول واشنطن التي سيبلغ قوام قواتها في أفغانستان مئة ألف جندي بحلول نهاية 2010 إنها تعتقد أن إيران تقدم دعما ما للمقاتلين هناك وإن لم يكن على النطاق الذي تنفذه في العراق حيث تنشر الولاياتالمتحدة قوات كذلك. ويقود التمرد في أفغانستان مقاتلون سنة يعادون إيران الشيعية منذ فترة طويلة. وتلقى طهران اللوم على التدخل العسكري الغربي في أفغانستان في زعزعة الاستقرار ورد أحمدي نجاد على تصريح جيتس بمثله. فقال "لماذا لا ينجح كل من يقول انه يريد محاربة الإرهاب؟ اعتقد أن ذلك لأنهم هم من يلعبون دورا مزدوجا." وقال في المؤتمر الصحفي مع كرزاي "إنهم هم من وضعوا الإرهابيين على المسار وهم الآن يقولون : نريد أن نحاربهم. لكنهم لا يقدرون هذا مستحيل." وقال وكأنما يخاطب جيتس "ما الذي تفعلونه في هذه المنطقة؟ انتم من مكان على مسافة عشرة آلاف كيلومتر. دولتكم على الجانب الآخر من العالم. ماذا تفعلون هنا؟" وقبيل بدء المؤتمر الصحفي جمع حرس الأمن الأفغاني بقلق زجاجات المياه المعدنية نصف الممتلئة من الصحفيين. وقال أحدهم إن ذلك لمنع أي شخص من رشق أحمدي نجاد بزجاجة. وغادر جيتس كابول بعد فترة وجيزة من هبوط طائرة أحمدي نجاد. وقبل مغادرته وصف توقيت زيارة الرئيس الإيراني بأنه "يغذي أفكار أصحاب نظريات المؤامرة." وأضاف "أبلغت الرئيس كرزاي أننا نريد لأفغانستان أن تكون لها علاقات طيبة مع جميع جيرانها. لكننا كذلك نريد من كل جيران أفغانستان بالبدء بالتعامل بشكل صريح مع حكومة أفغانستان." ولإيران نفوذ كبير ومتنام في أفغانستان خاصة في غرب البلاد حيث ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية. ولجأ ملايين الأفغان إلى إيران خلال حروب استمر 30 عاما واحد لهجات اللغة الفارسية هي واحدة من اللغتين الرسميتين للدولة. وقال كرزاي في المؤتمر الصحفي "أكدنا لأشقائنا في إيران أننا لا نريد ان تستخدم أراضينا ضد جيراننا." وكانت إيران الدولة الكبيرة الوحيدة في المنطقة التي رفضت دعوة لحضور مؤتمر دولي بشأن أفغانستان في يناير كانون الثاني. وأشادت الدول الغربية رغم تشككها بجهود طهران في مكافحة تجارة المخدرات. وتواجه إيران مشكلة كبيرة تتعلق بإدمان الهيروين في حين تنتج أفغانستان كل أنتاج العالم تقريبا من الأفيون المستخدم في تصنيع الهيروين. ومن المقرر أن يتوجه كرزاي إلى باكستان في وقت لاحق اليوم ليجتمع مع زعيم دولة أخرى مجاورة.