شهدت ساحة التنقيب في الأرض التاريخية التي تعود ملكيتها لأحد قاطني بلدة دارين التابعة لجزيرة تاروت (محافظة القطيف) مكتشفات تاريخية جديدة عمرها بلغ نحو 200 عام قبل الميلاد، وشجعت المكتشفات التي عثر عليها "الهيئة العامة للسياحة والآثار" التي واصلت تنقيبها لليوم الثاني على التوالي إلى تكثيف عمليات التنقيب. ورغم رفض الفريق المنقب الإدلاء بأي تصريح بشأن ما تم اكتشافه يوم أمس، إلا أن جولة ل"الرياض" في منطقة التنقيب كشفت أن هناك جرارا تاريخية عثر عليها في أكثر من موقع في الأرض، كما عثر على جرة كبيرة في منطقة يظن أنها غرفة للمنزل الذي كان يعود لعبدالوهاب الفيحاني، بيد أن خال صاحب الأرض الحالي محمد العواد اشتراها من ورثة الفيحاني قبل نحو سبعة أعوام. وتمكن المنقبون من العثور على البئر التي كانت في المنزل، كما وجدوا عظاما تاريخية تعود ل200 عام قبل الميلاد، وشوهدت جمجمة لشخص عاش في تلك الحقبة الزمنية، الأمر الذي يثبت عملياً أن المنطقة التي تبعد عن قلعة تاروت التاريخية نحو أربعة كيلو مترات كانت مأهولة قبل 200 عام قبل الميلاد. من جانبها طلبت "الهيئة العامة للسياحة والآثار" من صاحب "الأرض التاريخية" مهلة زمنية، حددتها ب14 يوما، بعدها يأتي جوابها بشأن الأرض التي يجري التنقيب فيها حاليا، وقال صاحب الأرض محمد العواد: "حين يأتيني جوابهم سأحسم أمري بناء على ما يطلبونه"، مضيفا "إن المهلة خاصة بالموقع وبتقرير أخذ المقتنيات التي توجد فيه". وعن معارضته لأخذ الأرض أو عدمها قال: "إن قررت الهيئة العامة بأن أرضي سيستفاد منها أثرياً، وأنها يجب أن تكون ضمن أملاك الدولة، فلن أعارض لأن هذا واجب وطني، كما أن الدولة ستعوضني بشكل مجزٍ حين تنوي أخذ الأرض". فتحي البن علي يطلع الزميل النمر على ما اكتشفه في الموقع من جانبه قال المهتم بشأن آثار دارين فتحي البن علي: "إن المنطقة غنية بالتاريخ، كما يتم التعرف عليها من خلال الردم المستخرج من الأرض والذي لا يخلو من القطع الفخارية التي تدل على أن هذا المكان مليء بالتاريخ"، مضيفا "كانت هيئة السياحة في جولة لقصر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، وشاهدوا ردم الأرض التاريخية التي ينوي جاري تشييدها كمنزل جديد، وحين عثروا على بقايا عظام بشرية أدركوا أهميتها بعد معرفة تاريخها". إلى ذلك لم يكن العواد وأسرته يعلمون أن ما تخبئه أرضهم سيكون محل "شهرة" لها في كل مناطق محافظة القطيف، إذ تتجه الأنظار إلى تلك الأرض التي تحولت إلى محطة للمختصين الأثريين التابعين لمتحف الدمام الإقليمي. يشار إلى أن فريق التنقيب العامل في الأرض التاريخية ضم مختصين أثريين أسهموا في اكتشاف "القرية الأثرية" الواقعة شمال الراكة في مدينة الخبر، منهم مدير المتحف الإقليمي عبدالحميد الحشاش، إضافة للمختصين الأثريين إبراهيم المرهون، ونزار العبدالجبار. أحد العمال يواصل حفر البئر التي اكتشفها المختصون محمد العواد يتحدث للزميل النمر في موقع التنقيب إحدى الجرار الكبيرة التي تم اكتشافها أمس قطع فخارية أثرية تدل على غنى المنطقة بالآثار