في العددين السابقين تطرقنا إلى الطفيليات وتواصل الحديث حول أهم الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان وكان منها الملاريا وحمى الضنك وغيرهما واليوم نستكمل بعضا من الأمراض التي تنقلها الطفيليات للإنسان ومنها: الجرب وهو مرض وبائي يصيب الجلد بالحكة في جميع أجزاء جسم الإنسان ويسبب مرض الجرب قملة الحكة التي تشبه العنكبوت ، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة . وتحفر أنثى قملة الحكة تحت سطح الجلد لتضع البيض ، ويأخذ البيض بين ثلاثة إلى خمسة أيام ليفقس . وتكتمل دورة قملة الحكة بعد فترة تتراوح بين خمسة وأربعة عشر يوماً ثم تتزاوج فوق سطح الجلد ، وبعد ذلك تحفر الأنثى تحت سطح الجلد لتضع البيض . وتنتقل عدوى الجرب من شخص لآخر عن طريق احتكاك الجلد . ويعالج الأطباء هذا المرض بالمستحضرات العشبية حيث يوجد عدد كبير من الأعشاب تلعب دوراً في علاج الجرب ومن أهمها ما يلي: الأخدرية Evening Primrose : حيث تدهن الأماكن المصابة بالجرب في الجسم بزيت الأخدرية وهو علاج معترف به في بريطانيا. النيم Neem والكركم Turmeric : وشجرة النيم خلاصة أوراقها نشطة جداً ضد الكثير من الحشرات ومن ضمنها قملة الحكة المسببة لمرض الجرب . كما أن الكركم له تاريخ طويل لعلاج الحكة الناتجة من الجرب . منذ بضع سنين استخدم عالم الأعشاب الهندي د.س. تشارلز هذين العشبين لعلاج 814 شخصاً مصابين بالجرب وصنع معجوناً من أوراق النيم وجذامير الكركم بنسبة 1:4 ودلك به المرضى أنفسهم يومياً فشفي 800 منهم خلال 3-5 أيام. حشيشة الشفاء Tansy : ينصح ممارسو الطب البديل بالغسل باستخدام مستخلص نبات حشيشة الشفاء حيث تغلى حفنة من مجروش النبات مع أربعة أكواب ماء لمدة ربع ساعة ثم يصفى ويغسل بمائه الجرب فيشفى بإذن الله. البصل Onion : يقول الدكتور دوك إن غلي قشور نصف دستة من البصل مع كوبين من الماء لمدة 20 دقيقة ثم تبريد السائل ووضعه على مواقع الجرب قد أعطى نتائج جيدة. وهناك تعليمات حول مرض الجرب حيث ان قمل الحكة مسبب المرض يتواجد تحت سطح الجلد وكذلك بيضه فإن الملابس والفرش التي ينام عليها المصاب ملوثة بهذه المواد ولذلك يجب غسل الملابس يومياً بالماء المغلي وكذلك نقع الفرش بين وقت وآخر بالماء المغلي. اللشمانيا Leishmania اللشمانيا مرض طفيلي المنشأ حيث يسببها طفيلي اللشمانيا بأنواعه المختلفة وينتقل هذا الطفيلي عن طريق لدغة ذبابة الرمل وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً عند طيرانها ، لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها . وتنقل ذبابة الرمل أو الأرض طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض) ثم تنقله إلى دم التالي فينتقل له المرض. ينتشر المرض في المناطق الزراعية والريفية ولكنها توجد في المدن أيضاً. هناك أنواع عديدة من اللشمانيا فهناك اللشمانيا الجلدية وهي منتشرة بكثرة في شبه الجزيرة العربية وهناك لشمانيا الأحشاء واللشمانيا المخاطية . تصيب لشمانيا الأحشاء الكبد والطحال ونخاع العظم ويشعر المريض بحمى وتعب ويكون لديه تضخم في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية ويظهر لديه في فحص الدم نقص شامل في كريات الدم ويعتبر هذا النوع من اللشمانيا خطيراً . أما اللشمانيا الجلدية فتظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة وتظهر هذه القروح عادة في الأجزاء المكشوفة من الجسم . أما اللشمانيا الجلدية المخاطية فهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الأغشية المخاطية وتعتبر أسوأ من اللشمانيا الجلدية فقد تسبب تشوهات في الأنف حيث قد تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي . لا يوجد لقاح أو دواء يعطى ليمنع حدوث اللشمانيا وخاصة من الأدوية الكيميائية المشيدة . إلا أنه يوجد عدة أعشاب تقضي تماماً على اللشمانيا الجلدية خلال أسبوعين هناك ستة أعشاب جميعها تفرز أغصانها أو أوراقها عصارة لبنية وجد أن هذه العصارة تقضي تماماً على طفيلي اللشمانيا . هذه الأعشاب هي أم لبينة والغزالة والعشر والقر الكبير والقر الصغير ونبات ليس من نباتات المملكة ولكنه استقدم لزراعة الزينة وهو عبارة عن نبات له أغصان طرية على شكل أبواق الخيزران وأوراقه قليلة جداً وصغيرة على هيئة ندب. هذه النباتات تكسر أغصانها والعصارة اللبنية التي تظهر من هذه الأغصان توضع على قرح اللشمانيا يومياً مع طلوع الشمس ويستمر الشخص يومياً وضع هذا الحليب الطازج ولمدة سبعة أيام حيث تشفي القروح شفاء تاماً . وطفيلي اللشمانيا يعطي مناعة أبدية للشخص المصاب بها. وهناك تعليمات يجب على الناس إتباعها وهي: 1 توخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب حتى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم. 2 يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرومثرين وهو مبيد حشري فعال يستحصل عليه من أزهار الأقحوان. 3 يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لبعوضة الرمل تسمى Deet . البلهارسيا البلهارسيا مرض قاتل أحياناً تسببه ثلاثة أنواع من الديدان الطفيلية تسمى المنشقة ( الشتوسوما ) ينتشر مرض البلهارسيا في جميع أنحاء العالم ويصيب حوالي 200 مليون شخص في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض جزر الكاريبي. وسمي المرض باسم البلهارسيا نسبة إلى الطبيب الألماني تيدور بلهارس الذي اكتشف المرض عام 1851م . وتعرف ديدان الشتوسوما التي تسبب المرض بأسماء المنشقة الدموية والمنشقة اليابانية والمنشقة المنسونية. وتعيش هذه الديدان جزءاً من دورة حياتها طفيليات في بعض قواقع المياه العذبة . وبعد ترك القوقع تسبح الديدان حرة في الماء . وقد تخترق جلد إنسان يسبح أو يغوص في الماء . وفي النهاية تغزو الديدان مجرى الدم وتستقر في الأوردة الصغيرة القريبة من المثانة أو الأمعاء . تعيش الذكور والإناث المكتملة النمو من تلك الديدان في ترابط عضوي طبيعي . وينتقل البيض يومياً إلى الأوعية الدموية ويصب في الأمعاء والمثانة ويخرج مع البراز والبول . ومع ذلك فإن بعض هذا البيض يأخذ طريقه إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والطحال . وينتج المرض عن رد فعل المصاب اتجاه البيض. أول أعراض الإصابة بهذا المرض ظهور طفح جلدي يدعو للحك في المكان الذي دخلت منه تلك الديدان . وتتطور الأعراض الأساسية للمرض بعد أسابيع قليلة وتشمل ألماً في المعدة إلى جانب السعال والشعور بعدم الراحة والحمى والقيء والطفح الجلدي وكثير من المرضى يصابون بالإسهال وفقد الوزن والحالات الخطيرة تؤدي إلى الإضرار بالكبد والطحال والأمعاء. تعالج البلهارسيا بعقار برازيكوانتيل. الأخدرية النيم الكركم حشيشة الشفاء البصل