أبدى أعضاء مجلس الشورى ارتياحهم الكبير لمضامين الخطاب السنوي الذي استمعوا إليه أمس مباشرة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وعبروا بأنه "الوافي الكافي الشافي" والمتضمن لكل شاردة وواردة فيما يخص سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وعلق بعضهم بتأكيدهم على أن مضامينه نبراس لجميع العاملين في الدولة سواء في المجلس أو القطاعات الأخرى من الوزارات، مؤكدين أن الخطاب مؤشر على الدعم الملكي للشورى وأعضائه الذين يقدرون الكلمة بشأن المسؤولية ومضاعفتها، وقالوا "الخطاب رسالة لكل مسؤول أن يتصدى بأمانة للأمانة التي حملها وبكل إخلاص"، ووصف الأعضاء الخطاب بالصريح والذي عبر من خلاله الملك بعبارات وإشارات شفافة لعدد من القضايا الحساسة والمهمة. فمن جانبه أكد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب الدكتور طلال بكري أن الخطاب وافق التطلعات لما يحمله من مضامين ورؤى حكيمة تنير العمل ليس فقط تحت قبة المجلس وإنما لمختلف قطاعات الدولة ومؤسساتها، كما تعد وثيقة يستلهم منها الشورى مواقف المملكة تجاه كثير من القضايا والمستجدات على جميع المستويات، ومن جهة المجلس فهو ينظر للخطاب بأهمية وينظر أنه يحدد السياسة العامة للدولة ومشاركة المجلس في أطروحاته وما يدرسه من مشاريع وما يفتحه ويناقشه من ملفات وتقارير للأداء الحكومي وما هو في موضع التنفيذ، ويؤكد المجلس بأنه مستعد لحمل الأمانة لله ثم للدين وملكه ووطنه مع الأخذ بأسباب تطوير الإدارة الحديثة بما فيه الفائدة. ماراثون تنموي من جانبه، قال الدكتور إسماعيل البشري: رسم خادم الحرمين كعادته في مثل هذه الخطابات ملامح السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، ويأتي ذلك في سياق الماراثون التنموي الضخم الذي يقوده "أبو متعب" نحو المستقبل الزاهي الجميل، وتتعدد الجوانب المضيئة عند الحديث عن محاور وجوانب الاستراتيجية التنموية التي يقودها - حفظه الله - في مجالات البناء الداخلي للدولة وكذلك المحاور الأساسية للسياسة الخارجية الفذة، ولعلعنا في عجالة نشير إلى مؤشر مهم حياديا لمستوى الأداء في كل ما تحقق في عهده - حفظه الله - من انجازات وتطورات ايجابية تصب كلها في سبيل بناء الإنسان، وتحقيق رفاهيته وتطلعاته وطموحاته، فلقد كان حصول خادم الحرمين الشريفين على العديد من الجوائز الدولية الكبرى والأوسمة العظمى علامة فارقة تؤكد لدارس تاريخ المملكة خلال الحقبة التي تولى فيها دفة الحكم، أقول - والحديث للبشري - إنها تؤكد أن هناك انجازات استثنائية من رجل استثنائي لفتت نظر العالم والمؤسسات والهيئات الدولية لتقول كلمتها بأنه يستحق ذلك التكريم والتنويه باسمه قائدا موفقا صادقا في قيادة شعبه والنصح لامته وحب الخير للإنسانية جمعاء. ومضى البشري في حديثه قائلاً: كل هذا يأتي ليؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يقود حراكا تنمويا هائلا أدهش العالم وذلك في مجالات البنى التحتية والتنمية الشاملة وفق استراتيجية طويلة المدى، تحقق للبلاد مستقبلا زاهرا وواعدا للأجيال القادمة، منطلقا فيها من الثوابت الإسلامية التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وسار عليها أبناؤه الكرام من بعده، ويجزم البشري بأن ما ورد في الخطاب الملكي يؤكد أن الدولة بقيادة الملك عبدالله مصممة على السير الحثيث في سبيل بناء الإنسان السعودي وترسيخ قواعد الإصلاح والتطوير وبناء دولة المؤسسات العصرية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية ومحاربة الفساد، وتأكيد مبادئ المحاسبة والشفافية، إضافة إلى استمرار الدور القيادي على المستوى العربي والعالمي في المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية، من خلال الشراكات الضخمة مع الدول المتقدمة والصناعية، لتوطين التقنية وبناء اقتصاد المعرفة، وتأكيد مبادئ حوار أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وهذه المضامين تلقي على كواهلنا - أعضاء مجلس الشورى - مسؤولية عظمى في التجاوب معها ووضعها نصب أعيننا منارة توجيه وإرشاد وتنفيذ. إسماعيل البشري خطوط عريضة وعبر نائب رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية الدكتور عبدالله بن برجس الدوسري وعضو لجنة الإدارة والموارد البشرية الدكتور محمد آل ناجي أن المواطنين يتطلعون لهذه المناسبة للاستماع إلى ما يوجهه - حفظه الله - فلاشك أن الاهتمام بالمواطن والتخطيط للمستقبل يأتيان في مقدمة الاهتمامات التي يضطلع بها مجلس الشورى فقد اهتم على مدى دوراته الأربع المنصرمة والسنة الأولى من الدورة الخامسة بالمشاركة الفاعلة في المسيرة التنموية وقدم الآراء والمشورة وأصدر القرارات التي لامست هموم واحتياجات المواطن، وتوخت المصالح العليا للدولة والوطن من خلال دراسة مشروعات الأنظمة، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتقارير أداء الأجهزة الحكومية واستضافة المسؤولين وفق سياق يقوم على بحوث ودراسات ونقاش وتداول للرأي ووضع للمقترحات والتوصيات ومن ثم الخروج بالقرارات. وأضاف الأعضاء بأن كلمة الملك وضعت أمامهم الخطوط العريضة للسياسة الداخلية والخارجية، وهي لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين كما أنها تبين أهمية المجلس للناس وما تقوم به الدولة في المجال الداخلي والخارجي، مشددين على أهمية الخطاب الملكي وقالوا انهم اعتادوا كل عام أن يأخذوا التوجيهات من كلمة الملك السنوية التي تكون لهم خطة عمل يسعون إلى تنفيذها خلال العام وترجمتها إلى كثير من الجوانب التنفيذية للأخذ بتلك التوجيهات والسعي لإكمال ما لديهم من مهام والسعي لرضا الله ثم رضا ولي الأمر. د. طلال بكري دفعة معنوية وأجمع الأعضاء الذين التقتهم "الرياض" على أن الخطاب الملكي أعطي دفعة معنوية قوية ليس فقط لأعضاء الشورى بل لكافة موظفي الدولة والمجتمع السعودي لذلك - وحسب تعبيرهم - فهم ينتظرون هذه الكلمة التوجيهية السنوية بفارغ الصبر حتى يستمدون منها الكثير من الرؤى وهي دافعا مهماً نحو مزيد من العمل الوطني المخلص برؤية الملك ورغبته وتوجيهاته بالنهوض ببلادنا. واعتبر الأعضاء خطاب الملكي تتويجا لمسيرة المجلس لعام مضى وإعلان بزوغ فجر جديد وبداية لعام مليء بالتفاؤل خاصة وان خلفه الملك العادل الذي جعل همه وهدفه الرئيس الإصلاح ومحاربة الفساد وخدمة المواطن أينما كان، مؤكدين بأن المتابع لمسيرة هذا القائد يلحظ أن المصلحة العامة لديه تظل الأولى والأوْلى وهي مقدمة على أي مصلحة كما يشدد دائماً على التنمية المتوازنة وعدم تقديم منطقة على حساب أخرى. وجدد الأعضاء تأكيدهم على أن مجلس الشورى يمثل نقلة في إطار تفعيل مبدأ المشاركة وأداة فاعلة تستجيب مع تطورات العصر وتواكب مستجدات الحياة، وهو انعكاس أمين لرأي المجتمع انطلاقا من الشريعة الغراء، وتواصل النهج الحكيم لولاة الأمر في هذه البلاد الطاهرة على ما اختطه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي اتخذ الشورى مبدأ وطريقاً لإدارة شؤون البلاد، وواصل المسيرة أبناؤه من بعده مسطرين صفحات مجيدة في سجل التنمية والتطوير تستوجب الشكر والامتنان لهذا النهج المحمود الذي حقق المكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية على الصعيد الإقليمي والدولي كدولة رائدة وداعمة للاستقرار والأمن في العالم. وقال أعضاء ان المجلس كان يتطلع لتوسيع صلاحياته التشريعية والرقابية فإنه يأمل من ذلك أن يقوم بواجبه على أكمل وجه مما يساعد على تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وكذلك ليكون شريكاً مهماً مع مختلف الجهات القائمة حالياً للمحافظة على المال العام، مشيرين إلى أن الشورى يفهم ويعي تماماً دوره في الإصلاح الشامل الذي يتبناه الملك عبدالله، ويسعى من خلاله إلى تقديم تقييم واعٍ وواقعي لأداء مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة عبر إيجاد استراتيجيات واضحة المعالم ومكتملة البرامج ضمن إطار زمني وأهداف محددة بالإمكان تحقيقها بشمولية وشفافية من خلال ما يصله من مشروعات للأنظمة أو اتفاقيات دولية وتقارير الأداء السنوي. عبدالله الدوسري وأكد الأعضاء أن افتتاح خادم الحرمين الشريفين لأعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يأتي تأكيداً على الثوابت المتأصلة لدى قادة هذه البلاد منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إيماناً من القيادة بأهمية التفاعل مع المواطن والوقوف بشكل مباشر على همومه وأوضاعه، مشيرين إلى أن خادم الحرمين أصّل هذا المبدأ بمبادراته المستمرة للوقوف على جميع احتياجات شرائح المجتمع سواء من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها لكل منطقة من مناطق المملكة لمعرفة احتياجاتها وأوضاع المواطنين فيها ولم تحل ارتباطاته الرسمية عن إعطاء جل وقته واهتمامه للتعرف على هموم المواطن وآماله والتوجيه بكل ما من شأنه خدمته وتوفير العيش الكريم له.