منذ تدشين هيئة دوري المحترفين السعودي بداية الموسم الماضي، وملامح التطور تتضح يوماً بعد آخر على بطولة الدوري؛ مثلما هي الانتقادات التي تطال الهيئة في كل مايخص اللعبة، ولم تتوقف طوال الفترة الماضية، وللحديث عن مزايا هيئة دوري المحترفين ومساوئها حاورت «دنيا الرياضة» المدير التنفيذي للهيئة الأستاذ محمد النويصر وحاصرته بالعديد من الأسئلة التي تمس مختلف الجوانب، كما طال النقاش الحديث عن اللجنة الفنية التي يترأسها، وتعرضت للكثير من المواقف الحرجة، كما دافع عن التمثيل السعودي في الاتحاد الآسيوي، وتطرق لجوانب أخرى مثيرة حوى تفاصيلها السطور التالية: * ما الذي قدمته هيئة دوري المحترفين للدوري السعودي غير جوائز البطل ووصيفه وصاحب المركز الثالث ومكافآت الفوز في كل مباراة؟. هيئة دوري المحترفين قدمت الكثير؛ منها ماهو معلن ومنظور، ومنها ماهو غير معروف ولا يعلمه الغالبية من الناس فالهيئة تدعم جميع من تربطه علاقة بالدوري وكل ما من شأنه أن يطور المسابقة؛ فمما لا يعلمه الناس مثلاً أن الهيئة زادت من مكافآت الحكام وأرسلت مجموعة منهم لتطويرهم في معسكر في إحدى الدول الأوروبية؛ كما أرسلت مجموعة من المدربين الوطنيين للغرض ذاته، والأمر ينسحب على بعض الشباب السعودي الذي يجهز بدورات على مستوى عال للعمل في الأندية وفي الهيئة وأيضاً جزء كبير من ميزانية لجنة المنشطات تتحمله الهيئة ناهيك عن العمل الدؤوب لتطوير بيئة الملاعب من خلال تركيب الكراسي البلاستيكية، ووضع البوابات الإليكترونية، والعمل الآن جار على قدم وساق للبدء في التذاكر الإليكترونية الذكية، والتي بالإمكان في المستقبل القريب شراؤها من المنزل، وعن طريق الإنترنت؛ بل وبالإمكان إضافة مميزات على بعض التذاكر؛ لتشمل موقفا مخصصا لحاملها؛ إضافة إلى تطوير بوفيهات الملاعب وإضافة جوانب مسلية للجماهير داخل الملعب. ولا أنسى العمل الفني حيث الجوانب الإحصائية لمباريات الدوري، والتي تتم عن طريق كاميرات خاصة متصلة بأجهزة الكمبيوتر لتقديم إحصائية دقيقة لجميع أحداث المباراة فنياً؛ مما يفيد الأندية الراغبة في قياس عطاء لاعبيها؛ فيما بعد كما أذكر بأن مجلة دوري المحترفين SPLالتي تقدم للجمهور مع كل مباراة تعد تميزاً للهيئة وللدوري السعودي؛ إذ لا يوجد في دول آسيا قاطبة من طبق هذه الفكرة، وكذالك البوابات الإليكترونية، وبرامج أخرى طبقناها ولم تستطع تنفيذها أي دولة أخرى في آسيا؛ إضافة للشركات الأجنبية التي تعاقدت معها الهيئة لعمل دراسة للخدمات الأمنية في الملاعب والخدمات الطبية في الملاعب، وكل ذلك يسير وفق خطط وبتوجيه مباشر من الأمير نواف بن فيصل الذي اعتمد تلك الخطط. انتظروا أربع سنوات * تحدثت عن جوانب نفذت وشاهدها الجميع ماذا عن الجوانب الأخرى؟. لو رجعتم قليلاُ للوراء وتذكرتم وعودنا في الموسم الماضي بتركيب الكراسي والبوابات الإليكترونية لوجدتم بأننا حققنا وعدنا وفي وقت قياسي، وهنا أقول انتظروا فقط ثلاث أو أربع سنوات، وستلمسون التغير الكبير بأنفسكم، ومع ذلك لن نتوقف بعدها؛ فنحن لدينا الطموح والجلد لعمل الكثير من الأفكار، التي من شأنها أن تطور الدوري وبالطبع الكرة السعودية أولاً وآخرا. * ومن أين يتم الصرف على كل تلك المشاريع؟ من عقد الهيئة مع "زين" الشريك الاستراتيجي. * ومن قام بعملية المفاوضة مع"زين"؟. نحن لدينا واحدة من أفضل الشركات المسوقة في السوق السعودي وفي الشرق الأوسط وهي شركة "صلة" وهي من جلب لنا عقد "زين"، وبالطبع كان هناك شركة أخرى بريطانية اسمها "ترثهولد" قدمت لنا دراسة كاملة وشاملة لكيفية تسويق الدوري السعودي ومنتجاته. سخروا من بداياتنا !! * مبيعات منتجات الأندية التي تقوم الهيئة بعرضها. ماآلية بيعها، وكيف تستفيد الأندية من المبالغ التي ترد للهيئة من تلك المبيعات؟. الهيئة تملك موقعاً على الإنترنت يسوق منتجات الأندية من خلال ما يسمى بالمتجر الإليكتروني، والمردود الذي يصل إليها يوزع على الأندية، ولعل الجميع لاحظ أن الهيئة قامت بتوزيع 150 الف ريال لكل ناد من أرباح المتجر الإليكتروني، وتلك الفكرة لم تبدأ اجتهاداً، ولعل الجميع يتذكر بداية الموسم حينما أقامت الهيئة عرضاً لملابس الأندية "الهوم" وهو اللون الذي يرتديه الفريق داخل ملعبه و"الأواي" للون الذي يرتديه الفريق خارج ملعبه، واللون الثالث البديل وهو ما يرتديه الفريق تحت أي ظرف، وحينها استغرب البعض وتندر من تلك الخطوة ولكننا كنا نهدف لتسويق طواقم الأندية؛ فتخيل أن بعض المشجعين يشترون الطواقم الثلاث وتردنا طلبات من دول بعيدة يريدون طواقم فرقهم المفضلة ونوصلها لهم؛ وبالمناسبة أتذكر حينما حدث خطأ في ارتداء الألوان في إحدى المباريات التي جمعت الأهلي بالرائد في بداية الدوري، وانتقد الإعلام الهيئة على ذلك الخطأ، الذي استفدنا منه بلا شك، ولم نستسلم بل مضينا في خططنا وهاهي نتائج استثمارنا يتحدث عنها الجميع. لم نظلم الأندية * ولكن ما يتردد الآن هو أن الهيئة ظلمت الأندية الكبيرة والجماهيرية بمنحها مبلغاً ضعيفاً ومتساوياً مع الأندية التي لا تملك جماهير من مردود بيع منتجات الأندية كم أن البعض يردد أن منتجات الأندية حق من حقوقها ومن المفترض أن تتولى هي عملية بيع ما يخصها دون تدخل من الهيئة. ما تعليقك؟. أولاً: حينما بدأت الفكرة تتبلور لدينا كانت جديدة كلياً في السعودية، وحينما تحاول الأندية تطبيقها قد تحتاج إلى وقت طويل؛ لذلك اختصرنا الزمن وبدأنا في تطبيقها لتكون الهيئة أنموذجا للأندية. ثانياً: الهيئة لم تمنع الأندية من تسويق منتجاتها، وتلاحظ أن الأندية بالفعل بدأت تبيع من خلال النادي بعض منتجاتها وتحتفظ بالدخل لها، ولكن ما يفرق مبيعات الهيئة أن علامتها التجارية "SPL" موجودة عليها؛ بينما ما يباع في الأندية لاتوجد عليه تلك العلامة. ثالثاً: المبالغ التي سلمت للأندية مؤخراً بالتساوي ماهي إلا بداية وسيصل للأندية مبالغ أخرى من مبيعات منتجاتها. * ماذا عن الأندية التي تمثل السعودية خارجياً ماذا قدمتم لها؟. - سبق وأن أعلن الأمير نواف بن فيصل عن تقديم مبلغ مليون دولار لأي فريق سعودي يفوز ببطولة الأندية الآسيوية، ونحن السعوديون وفي الهيئة نتمنى الفوز لجميع الأندية السعودية في مشاركاتها الخارجية؛ لأن ذلك من شأنه أن يزيد حظوظ الكرة السعودية باحتلال مركز متقدم في ترتيب البطولات على مستوى العالم. الأندية وعضوية الهيئة * في هيئة دوري المحترفين هل يوجد أعضاء من الأندية؟. نعم . . يوجد من كل ناد يشارك في دوري "زين" السعودي للمحترفين عضو في الهيئة. * ومن يختار هؤلاء الأعضاء؟. الأندية هي من ترشح ممثليها في الهيئة وباستقلال تام. * اتخاذ القرار في هيئة دوري المحترفين هل هو بالإجماع؛ أم بالأغلبية؟. شركة الاستثمارات الخليجية ومنذ وقعت الهيئة معها بداية الموسم قامت بزيارات عدة لجميع الأندية التي تنتمي لدوري "زين" السعودي للمحترفين، وقامت بدراسة شاملة للهيكلة الإدارية، وبعد أن أعطتنا لائحة كاملة لنظام الهيئة بشكل مفصل شامل لجميع اللوائح الإدارية والمالية والتنظيمية ستنتقل للأندية، وستقدم لنا نظاماً شاملاً للوائح الإدارية والمالية والتنظيمية في الأندية أيضاً، وللعلم سيتم تقديم هيكلة لكل ناد بشكل مستقل عن الآخر، وسيتم منح الصلاحيات لكل إدارة ناد بشكل مختلف أيضاً عن الآخر، وبحسب المشاريع التي ينفذها النادي، وستقدم الهيئة المواصفات والمعايير، التي يجب توافرها في كل شاغل وظيفة في النادي، دون أن تتدخل الهيئة في عملية تعيين الموظفين، كما أن شركة KBMG التي تعاقدت معها الهيئة لتطوير النظام المالي في الأندية هي الأخرى تعمل منذ توقيع العقد معها قبل سنة تقريباً على تطوير النظام المالي في الأندية، ومن أجل ذلك أرسلت مندوبيها لكل ناد في الدوري أكثر من مرة، وفي النهاية ستعطينا نظاما ماليا نقدمه للأندية، ونقول لهم هذا هو النظام المالي الأفضل، ونريد منكم العمل به، وستقدم الشركة دورات لتدريب موظفي الأندية على النظام المالي الجديد، وأؤكد هنا أن الهيئة لن تتدخل في صميم عمل الأندية، كما أنها لن تتخلى عنها في حال احتاجت المساعدة. وفي يوم 30 /6 من العام الحالي ستظهر ميزانية كاملة، وموحدة للأندية لعام كامل بدأ العمل بها منذ 1/7 من العام الماضي، وستعلن مطلع شهر 6 من العام الحالي بشفافية كاملة، وشاملة للإيرادات والمصروفات، كما ستقدم الهيئة دراسة تقدمها للأندية؛ لرفع مستوى الأرباح وتخفيض مستوى الديون. احسنوا الظن * هناك اتهامات تطال أعضاء الهيئة وأعضاء اللجان بأنهم ممثلون للأندية التي يميلون إليها ويحققون من خلال عملهم ما يسير في مصلحة فرقهم. بماذا ترد؟. لو قال من يتبنون هذا الرأي أن ممثلي اللجان ينتمون لأندية معينة ويحبونها فقط لوافقتهم، ولكن أن يتمادى هؤلاء ويطعنون في الذمم؛ فذلك أمر مرفوض ولا يليق برجال يضحون بالكثير من أجل خدمة الوطن من خلال الرياضة. يا عزيزي كل الرياضيين لهم ميول ويفضلون أندية معينة في بداية عمرهم؛ بل وربما مثلوا تلك الأندية أو عملوا فيها، وأعضاء اللجان لم يأتوا من كوكب زحل؛ بل جاءوا من الأندية، ولكن يجب أن نفرق بين الميول للنادي بتمني الخير له، وبين التدخل وبطرق غير مشروعة لتحقيق مصالح معينة لذلك النادي، وأتمنى من أصحاب هذه الاتهامات أن يحسنوا الظن. ولو فكر هؤلاء لوجدوا أنهم وبطريقتهم تلك سيفقدون الثقة بالعالم كله، ويكفي أن نضرب مثلاً برئيس الاتحاد الدولي، الذي لم يصل لمنصبه إلا من خلال ناديه، ومن خلال بلاده وكذلك الاتحاد الأوروبي؛ فلماذا لا نجد مثل تلك الأقاويل والاتهامات؛ إلا لدينا ولماذا لا نحاسب الناس من خلال عملهم وأدائهم ونتائجهم فقط؟؟! بدلاً من أن نصفهم بالفاشلين ونكيل لهم الاتهامات لمجرد أنهم عملوا في ناد معين في السابق. * وبماذا ترد على اتهامكم بتهميش آراء أعضاء اللجان المنتخبين بعكس الأعضاء المعينين؟. وهل يريد أصحاب هذا الاتهام أن يستلم العضو المنتخب زمام الأمور مباشرة وفور انتخابه؟! أليس التدرج في العمل واكتساب الخبرة أمراً مهماً في نظرهم؟!. لن أذهب بعيداً في طرح الأمثلة بل سأمثل بنفسي حينما سلكت العمل الإداري في نادي الشباب لم أصبح رئيسا له بين يوم وليلة؛ بل عملت لسنوات، وتدرجت حتى أصبحت رئيساً له، وحدث الشيء ذاته تقريباً حينما عملت في لجان الاتحاد السعودي، ومن المؤكد أن أعضاء اللجان المنتخبين الذين يعملون الآن سيظهر من بينهم مع الوقت واكتساب الخبرة من يكون قادراً على تولي منصب رئيس اللجنة، وأتمنى أن تصل الفكرة بالشكل الصحيح. * ولكن الوقت لن يسعف هؤلاء مثلما ساعد غيرهم من قبل لأن فترة انتخابهم أربع سنوات فقط؟ - لا تنسَ أن النظام الجديد هو من فرض ذلك، وسيأتي الوقت الذي يكون جميع الأعضاء بمن فيهم رؤساء اللجان منتخبين. نموذج للديمقراطية * هناك من يتهم اللجنة الفنية بتباين قراراتها من مباراة لأخرى، واختلاف أعضائها فيما بينهم؟. غير صحيح، وأنا أتحدث عن الفترة التي عملت فيها رئيساً للجنة، ومن يتهم عليه أن يذكر دليلاً. نحن نتعامل مع الجميع وفق اللوائح، وسبق أن عاقبنا الهلال والشباب وأبها، وغيرهم دون تباين في القرارات؛ فالعقوبة نصدرها طبقاً للحادثة، ولا دخل لاسم النادي في نوعية القرار، ومن يقول غير ذلك؛ فليجلب دليله معه ويأتي ليحاسبني؛ أما الاختلاف فمن الطبيعي أن نختلف في وجهات النظر، وربما يعطينا هذا الاختلاف فكرة عن حجم الديمقراطية التي تتمتع فيها اللجنة. * ماذا عن الاتهام الموجه لكم وأنتم ممثلو الكرة السعودية في الاتحاد الآسيوي بأن القرارات تمرر عليكم وتقرّ، دون أن تقرؤونها بإمعان، وتدرسوا أبعادها وتأثيرها على أنديتنا؟. غير صحيح؛ فنحن نقرأ ونعرف أبعاد كل قرار، ولكننا في النهاية أعضاء من ضمن أعضاء آخرين كثر لنا حق التصويت فقط، ولا نملك القرار في الاتحاد الآسيوي الذي يؤخذ بالتصويت؛ فإذا صوت الغالبية بالإيجاب لتنفيذ قرار ما؛ فسيتخذ حتى ولو رفضناه، وسأعطيك مثالاً على قرار الاتحاد الآسيوي بلعب المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا في اليابان؛ هذا قرار اعترضنا عليه وبخطاب رسمي وطالبنا بأن تلعب المباراة في ملعبي الفريقين المتقابلين على النهائي؛ إلا أن الأغلبية صوتوا لمصلحة إقامة المباراة في اليابان، وبالتالي جاء القرار على غير ما نشتهي، ولو سألتني عن رأيي الشخصي الذي أدليت به لقلت: نعم اليابان دولة متطورة وسبق أن نظمت كأس العالم ولكنها استضافت النهائي في الموسم الماضي، ومن المفترض أن يستضيفه غيرها هذا الموسم، والاتحاد الدولي "الفيفا" لا يكتفي بمسألة المعايير كما يعمل الاتحاد الآسيوي، وإلا لما خرجت مسألة تنظيم المونديال عن أوروبا الأكثر تطوراً، ولما وصلت لجنوب إفريقيا، وفي الوقت الحالي زاد عدد ممثلي السعودية في الاتحاد الآسيوي؛ ففي الأمور التي تخص الأندية هناك الأمير عبدالرحمن بن مساعد والدكتور خالد المرزوقي بالإضافة للدكتور حافظ المدلج وأنا. زيادة عدد أندية الدوري غير صحيح!! * تحدث كثيرون عن زيادة فرق الممتاز؛ فهل صدر رسمياً قرار له علاقة بزيادة أندية الدوري؟ - لم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن، وكل ما يحدث دراسات فقط، وهناك ثلاث لجان عاملة كل واحدة مكلفة بدراسة وضع معين؛ فهناك لجنة تدرس إبقاء الدوري على ماهو عليه، وأخرى تدرس زيادة عدد الفرق، وثالثة تدرس إبقاء عدد الفرق مثلما هو مع إضافة دور ثالث للدوري وفي النهاية، وبعد معرفة الإيجابيات والسلبيات من كل لجنة سيتم اتخاذ القرار المناسب. * وهل القرار المنتظر سيكون مرتبطاً بضوابط الاتحاد الآسيوي؟. إطلاقاً . . القرار سيكون نابعاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم وفق ما تقتضيه مصلحة الكرة السعودية، وبدون تأثير من أي جهة خارجية. * وهل ستتحكم الأمور المالية في الاختيار؟. أبداً . . الأمور المالية ستكون بعيدة كل البعد، ولن تؤثر في القرار، وتركيزنا سيكون على النواحي الفنية ومدى فائدة القرار فنياً فقط.