بطولة الخطوط السعودية السفر قطعة من عذاب حتى في الطائرة؟ حتى في الطائرة وبالذات مع الخطوط السعودية. هلا قلت غير هذا الكلام. ولكن تلك هي الحقيقة خصوصا لو حالفك سوء حظ ومررت "ترانزيت" على مطار الملك عبدالعزيز بجدة. كيف؟ أولا تبحث عن رحلة مباشرة إلى الرياض ولكن ولأسباب تتصل بالعمل تُضطر-مُكرها- إلى أن تمر بمحطة جدة "ترانزيت". ماذا فعلت؟ أولى الخطوات الاحترازية أنني تخليت عن الحقيبة الكبيرة واكتفيت بحقيبة يدوية متوسطة أُتخمها بملابسي تفاديا لعوائق جدة. ثم ماذا؟ تبدأ الرحلة بتأخير في المحطة الأولى قد يفوت عليك طائرتك المتجهة من جدة إلى الرياض، تطلب كرت الصعود لمحطتيْ الرحلة حتى لايضيع الوقت في دهاليز مطار جدة، ولكن لاتحصل إلا على كرت الجزء الأول من الرحلة. ولكن من حقك أن تحصل على كرتيْ الرحلة خصوصا أنك مسافر درجة أولى. دعك من ذلك لأنه لااعتبار لركاب "ترانزيت" الدرجة الأولى في مطار جدة. معقول؟! وأكثر. المهم وصلنا بالسلامة وأطلقت ساقيّ للريح وفعلا كنت أمام موظف الخدمة في الصالة قبل 45 دقيقة من إقلاع الطائرة إلى الرياض. حرر لي كرتا ولكن الكرت خرج بدون رقم محدد للمقعد. ثم قال: الرحلة عليها... عليها ماذا؟! لم يُتم جملته ولكنه طلب مني الانتظار ثم قال لقد أُغلقت البوابة. ثم طلب أن أتجه إلى كاونتر99 (العرب مولعة ب99). بحثت عن 99 ولكن لم يكن هناك رقم 99 ولا ثمانين. ثم استرشدت بمن حولي فإذا بي أمام مكتب تملؤه الفوضى يتزاحم فيه ذوو العفش الزائد وركاب الداخل ومن ليس لديه حجز والمسافرون الذين مروا بمثل تجربتي من القادمين من خارج المملكة. فقال لي أحد الموظفين حل مشكلتك ليس عندي وطلب مني التوجه إلى مكان آخر. فقلت له ولكنني أتيت من هناك وهم من طلب مني مراجعتكم. أخذ تذكرة السفر مني وقال سأعطيك مقعدا في السياحية. فقلت لا أقبل. قبل قليل قالوا بأن البوابة مُغلقة والآن وبكل وقاحة تريد أن تُحرر لي كرت سياحية ثم تقول اطلب "داون قريد". وماذا فعلت؟ تفضل الموظف عليَّ كما قال وأعطاني كرت ركوب الطائرة التي ستغادر بعد ساعة طبعا تبخرت الأولى. أتدري ماالمُحير؟ ما المُحَيِّر؟ المحير أن الخدمة لاترتقي إلى المسميات: الخطوط اسمها السعودية ولكن الخدمة لاتُشرّف. أما المطار فباسم الملك عبدالعزيز، ولكن الفوضى في المطار وعدم المبالاة والعبث بالحجوزات أقل من أن تنتسب إلى أعظم قائد عرفه العرب منذ ضياع الأندلس أما الدرجة الأولى فإن كنت ستمر في مطار جدة فابحث عن من تعرفه لأنه قادر على أن ينتزع مقعد درجة أولى بحجز مُسبق ليعطيه "أب قريد" لصديق يحمل تذكرة سياحية، أو تنفيذا لتوصية. نريد خطوطا تُشرف الاسم الذي تحمله ومطارا يحاكي عظمة صاحبه ومعاملة تليق بركاب الدرجة الأولى.