العامل النفسي للمستثمرين بجانب تعدد الاحتمالات والمخاطر من أهم العوامل التي يستفيد منها وتساعد المضاربين للتأثير على مسار الأسعار الفورية صعوداً أو هبوطاً على حد سواء وذلك بتنفيذ عمليات شراء عند الانخفاض او بيع عند الارتفاع، بعض المصادر احصت عدد الاسباب والمبررات التي قدمت عبر وسائل الاعلام المختلفة كسبب رئيسي لتذبذب اسعار النفط خلال الفترة مابين منتصف عام 2007م وحتى نهاية 2008م فوجدت ان هناك اكثر من 170 سبباً مختلفاً قدمت كعذر او مبرر لارتفاع او انخفاض الاسعار الفورية خلال تداولات اسواق النفط والتي تعمل 253 يوما فى السنة تقريبا بمعدل 21 يوم شهريا علما ان العديد من الاسباب او المبررات قد تكرر عدة مرات بمعدل اثنين الى اربعة يوميا تقريبا، منها على سبيل المثال وليس للحصر زيادة او انخفاض مخزون النفط الخام الامريكي Crude stocks، ارتفاع او انخفاض الدولار، الاحوال الجوية، اغلاق المصاف النفطية نتيجة تعرضها لمشاكل فنية، تخريبية او نتيجة تعرضها لعوامل طبيعية كالاعاصير، النمو المتزايد على استهلاك النفط في الصين والهند، عدم وجود سعة أضافيةspare capacity من النفط بجانب المملكة، محدودية إنتاج المصاف النفطية، الاوضاع الامنية والسياسية في او بالقرب من مناطق انتاج النفط كما يحدث في العراق وايران (البرنامج النووي) اعمال التخريب لخطوط نقل النفط فى نيجيريا والعراق، عملية خطف العاملين في الصناعة النفطية، تلك الاسباب وغيرها تعد من اهم ماقدم كمبرر لانخفاض او ارتفاع الاسعار هذا بالاضافة الى المؤشرات الاقتصادية والنقدية الى جانب الدولار كاسعار الصرف والفائدة، معدلات التضخم، البطالة وغيرها من مؤشرات اخرى والتى تعطي دلائل على حالة وتوجة الاقتصاد. ويأتي في المركز الاول كسبب رئيسي لتذبذب اسعار النفط "بيانات مخزون النفط الخام الامريكي" Crude stocks والتي تصدر اسبوعيا والتي تعد من اهم العوامل المؤثرة والاساسية لتذبذب اسعار النفط خاصة في السنوات القليلة الماضية سواء بالانخفاض او الارتفاع وتأتي اهمية المخزون اولا: لانة المصدر الادنى للعرض ثانيا: يسمح المخزون بتوفر المنتجات على شكل دفعات وذلك للتخفيف على نظام الامدادات الضخمة والذي يتعامل مع اكثر من 85 مليون برميل من النفط الخام يوميا الى جانب 3,5 بليون جالون من المشتقات النفطية، على هذا الاساس اسعار النفط تتفاعل على المدى القصير مع "بيانات المخزونات النفطية" اكثر من الانتاج، من جانب آخر ايضا تعد المخزونات النفطية مقياس التوازن بين الانتاج والطلب لانها تعكس ضغوط السوق على اسعار النفط الخام وهذا بالتالي يوفر مقياساً جيداً لتغيير الاسعار، على سبيل المثال زيادة المخزون تؤدي الي انخفاض الأسعار لأنها تعد مؤشرا على بطء النمو الاقتصادي الأمريكي وبالتالى انخفاض الطلب على الاستهلاك والطاقة مستقبلا، من جهة ثانية انخفاض المخزون الأمريكي من النفط الخام يعني زيادة الطلب وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بسبب مخاوف من قلة في المخزون خاصة في فصلي الشتاء (لوقود التدفئة) والصيف (وقود السيارات)، لذا نرى بأنة في كلا الحالتين سواء بزيادة او نقص في المخزون هناك تذبذب للاسعار سوء بالارتفاع او الانخفاض بسبب التاثير النفسي على المستثمرين وللدلالة على ذلك، بيانات مخزون النفط الخام الامريكي والتي تصدر اسبوعيا تحدث تذبذباً للاسعار الفورية لمدة يومين من التداولات على اقل تقدير يوم قبل صدور الارقام الفعلية ويعكس توقعات المتداولين لمستوى المخزون واليوم الثاني بعد صدور الارقام الفعلية للمخزون سواء بالانخفاض او الارتفاع وانعكاسها على الاسعار ولتطبيق ذلك على ارض الواقع من خلال مصادر عدة في 15 ديسمبر 2009م تجاوزت الاسعار 70 دولاراً للبرميل بعد توقع المتداولين ان تظهر بيانات مخزون النفط الخام الامريكي انخفاضا في معدلاتها وهو ماحدث في 16 ديسمبر بعد ظهور البيانات الفعلية مما ادى الى ارتفاع الاسعار بنسبة 2,8% لتصل الى 73 دولار للبرميل، وتكرر السيناريو نفسة في 23 و24 ديسمبر بعد ظهور البيانات الفعلية بانخفاض مستوى المخزون ارتفعت الاسعار لتصل عند 80 دولاراً للبرميل تقريبا، نستنتج من ذلك مايلي: خلال سبعة ايام من "التدولات" من 15 الى 24 ديسمبر 2009م ارتفع سعر البرميل حوالي 8 دولارات وبنسبة تجاوزت 7% وذلك بسبب توقع وظهور بيانات مخزون النفط الخام، ويتكرر السيناريو نفسة مع ارتفاع حجم المخزون لكن مع انخفاض في الاسعار. من جهة ثانية لو نظرنا الى بيانات مخزون النفط الخامCrude stocks في الولاياتالمتحدة بشكل اشمل وهو بالمناسة يختلف عن الاحتياطي الاستراتيجي للنفط الخام strategic petroleum reserve (SPR) الموجود تحت الأرض بنيواورلينز بولاية لويزيانا وعلى امتداد خليج المكسيك، لوجدنا ان المعدل السنوي لحجم المخزون خلال الثلاثين سنة الماضية تقريبا من بداية الثمنينيات الميلادية وحتى الآن 2010م يصل الى حوالي 330 مليون برميل وهو قريب من المعدل الحالي لآخر احصائية صدرت في الاسبوع الثاني من شهر يناير عام 2010م عند 331 مليون برميل، وقد سجلت اعلى معدلات مخزون النفط الخام الامريكي في شهرى ابريل ومايو من عام 1990م بحجم يصل الى 388 مليون برميل وادنى معدلات سجلت مع بداية شهر يناير من عام 2004 بمعدل يصل الى 271 مليون برميل، على هذا الاساس اعتقد بان هناك ثباتاً تقريبا في اجمالي معدل حجم المخزون السنوي خلال الثلاثين سنة الماضية وليس مبرراً كافياً لتذبذب الأسعار بشكل مستمر وبنسب عالية.