شهد معرض الرياض الدولي للكتاب إقبالا كبيرا ولافتآ من العائلات التي أبدت إعجابها وسعادتها بما شاهدته، حيث كانت أجواء المعرض مميزة وسط تنظيم رائع يعكس الانطلاقة الثقافية وتعطش الجميع لتظاهرات حضارية مشابهة، والتي تساهم بدورها في النماء والتطور الثقافي في المجتمع , وقد ساهم تنوع البرامج والمناشط الثقافية في زيادة إقبال الجمهور على المعرض حيث حظي المعرض هذا العام بمشاركة 600 دار نشر من 27 دولة. " الرياض " التقت بعدد من زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، وتحدث في البداية سعد السبيعي وهو احد الحاضرين للمعرض برفقة زوجته وقال " انا سعيد جدا بهذا المعرض والجهود المبذولة من القائمين عليه حيث وضعوا كافة إمكانياتهم لإظهاره بهذه الصورة المميزة والتي تعد مفخرة لنا كسعوديين . وعن سبب حضوره للمعرض هذا العام ذكر السبيعي أنه حضر خصيصا لشراء كل ما هو جديد في عالم الروايات لأنه من عشاقها كذلك للتعرف على الثقافات الأخرى من الدول المشاركة في المعرض وعلى إنتاجها الأدبي مؤكداً أن الثقافة هي جواز السفر الحقيقي في التواصل الفكري بين الشعوب . وفي مداخلة لزوجة السبيعي ذكرت انها من عشاق الروايات مثل زوجها وقد أصبحت مدمنة عليها وقد حضرت من اجل شراء عدد منها . وعن مدى صحة مقولة " أن العائلة السعودية اتجهت للانترنت وهجرت الكتاب " ذكرت بقولها " للأسف هذه المقولة خاطئة وغير صحيحة لان الكتاب مازال محتفظاً بقيمته ومن المستحيل يأتي يوم ونستغني عنه وخصوصا الذي عود نفسه على الاطلاع على كل ما هو جديد من المؤلفات في عالم الكتاب في كافة المجالات المختلفة والجميع يعرف أن الانترنت مجالاته واسعة ومتعددة ولكن تبقى نكهة الكتاب موجودة والدليل حرص عدد من العوائل على حضور هذا المعرض . جانب من الحضور العائلي الكثيف في المعرض الدكتور عبدالله الجاسر في حديث فضائي كما تحدثت أم محمد الذروي قائلة " إنها سعيدة وفخورة جدا بهذا المعرض والذي يعكس حالة الازدهار والتطور الثقافي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية وأضافت انه من المهم جدا إبراز حالة المشهد الثقافي لدينا حتى يعرف الجميع بأننا شعب غير منغلق على أنفسنا ونحن نرحب بجميع الآراء والأفكار والأطروحات التي تتفق مع شريعتنا الإسلامية وقيمنا الاجتماعية . وأضافت الذروي أن هذا العرس الثقافي الكبير بمدينة الرياض اجبر بعض الأسر على إضافة زيارة المعرض والتجول فيه ضمن الروزنامة الخاصة لكل عائلة وذلك من اجل الاطلاع والتزود بما استجد من إبداعات أدبية وثقافية . من جانبها قالت أم صالح الرقيعي " إن المعرض الدولي للكتاب فرصة لنا لكسر روتين العاصمة وثقافة الاستهلاك التي تعودنا عليها , لذلك هذا المعرض فرصة لنا للخروج بما هو مفيد لنا وأطفالنا . وأضافت أم صالح " هناك إقبال كبير من العائلات ولم يقتصر الحضور على الرجال فقط وهذا دليل على أن الأسرة السعودية لديها حب إطلاع وقراءة الكتاب وهذا اكبر دليل على الوعي الكبير الذي نعيشه فانا وفي أي بلد نزوره نحرص على شراء الكتب من اجل التزود بمختلف الثقافات لان الجانب الثقافي يعكس مقياس تطور الشعوب . أبو بندر حضر مع أسرته للمعرض وقال " احرص كل عام أنا وأسرتي على الحضور حيث المتعة والفائدة معا ولكل منا اهتماماته الخاصة زوجتي تبحث عن الروايات والقصص الرومانسية وأنا ابحث في كافة كتب العلوم والتكنولوجيا وذلك بحكم الاختصاص والحمد لله نجد كل شيء يرضيني ويرضي زوجتي . وأضاف أبو بندر " أن الثقافة وتطورها لها دور كبير في المجتمع من خلال نشر المفاهيم الصحيحة وتقبل الآخر والقضاء على التطرف ونشر ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع لذلك أدعو عوائل الرياض إلى زيارة المعرض وذلك للاطلاع على كل ما هو جديد ومفيد " من جانبها قالت أم بندر " ضغوط الحياة التي نعيشها كبيرة لذلك الترفيه مطلوب لدى جميع الأسر وخصوصا في منطقة الرياض لأن الترفيه العائلي غائب لذلك أصبح عدد من الأسر تتوجه لدول مجاورة وذلك بحثا عن الترفيه ولكن تنظيم مثل هذه المعارض والتي تسمح لنا بالدخول مع أزواجنا ساهم بشكل مباشر في قتل الروتين وأضافت متعة خاصة حيث تبادل الآراء حول كل ما نشاهده في المعرض سواء اختلفنا أو اتفقنا المهم أكون بصحبة زوجي في كل مكان نذهب إليه " . كما تحدثت الكاتبة ربا المقيد قائلة " إن التنظيم رائع وجميل وحضور الدول المشاركة قوي جدا مما ساهم في إثراء معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركات مميزة جدا نالت إعجاب واستحسان الحضور . وأشادت ربا بالأجواء العائلية المميزة التي أضافت على المعرض جمالا خاصا عكس الاهتمام والوعي الكبير الذي تعيشه الأسرة السعودية بشكل خاص والأسرة العربية بشكل عام . كما التقت " الرياض " بتغريد العبيد وأمل الحربي وهدى الشمري ومها زيد حيث أبدين سعادة غامرة بهذا المعرض وتحدثن قائلات " نتمنى أن نشاهد مثل هذه المعارض في منطقة الرياض ونتمنى أن يصحبها عروض سينمائية وثائقية ثقافية مختلفة تتحدث عن ثقافاتنا وثقافات الشعوب التي سبقتنا بالتطور لكي نستفيد وتستفيد الأجيال من بعدنا " من جهتها اعتبرت نوال وهي تربوية أن المعرض كان فرصة رائعة لها للاطلاع على الكتب المتنوعة والمتعددة وسط تنظيم أكثر من رائع . وأضافت نوال أنها جاءت للمعرض برفقة زوجها وأطفالها وذلك للبحث عن كل ما هو مفيد لها ولأسرتها . وعن أهمية الكتاب للأسرة قالت " للأسف يعتقد البعض أن الأسرة السعودية مرتبطة فقط بالكتب والمناهج الدراسية وهذا غير صحيح، معظم الأسر خصصت في منازلها غرفة مكتبة تحتوي على جميع الكتب المفيدة لكل الأعمار وهي مصنفة حسب أفراد المنزل فتجد كتباً خاصة بالأطفال لتنمية مهارتهم وخبراتهم وكتباً خاصة بالطبخ وهموم المرأة كذلك الكتب الخاصة باهتمامات الرجل وهذا ليس بغريب لان مجتمعنا أصبح واعياً وواقعياً يدرك أن تطور الإنسان وتوسيع مداركه هو المقياس الحقيقي لنهضة الأمة " . ابو حلا السهلي قال " نحن بحاجة لإقامة مثل هذه المعارض وأتمنى أن تكون كل 3 اشهر حتى نربي أنفسنا على التواصل مع مختلف الثقافات المتطورة ولكي يسهل علينا متابعة كل جديد في العلوم المختلفة المفيدة لنا ولأطفالنا ". وأضاف السهلي "انه ليس بالأمر الغريب أن تحضر الأجواء العائلية في هذا العرس الثقافي لان الجميع مازال يعشق الكتاب ويبحث عنه ومن يعتقد أن عصر القراءة انتهى فهو مخطئ لانه لا شيء في هذه الحياة يعادل قيمة الكتاب الثقافية ومن المستحيل أن التقدم التكنولوجي والمعلوماتي ينهي حب الكتاب في جميع دول العالم ". وأشار السهلي " أن حضور الأسرة السعودية الثقافي تجاوز حدود الوطن حيث معظم الأسر تخصص زيارات لمعارض دولية وذلك لحضور أيامها الثقافية والمعارض والندوات " . مجموعة من الشباب مع الزميل خالد العوفي سيدات في أحد دور النشر