أعلنت تركيا أمس الجمعة عزمها على المضي قدما في جهود تطبيع العلاقات مع ارمينيا رغم قرار أصدرته لجنة في الكونغرس باعتبار مقتل أرمن على يد الاتراك العثمانيين عام 1915 جريمة ابادة جماعية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي: "نحن عازمون على المضي قدما في تطبيع العلاقات مع ارمينيا" لكنه صرح بأن تصديق البرلمان التركي على اتفاقات السلام معرض للخطر. ووقعت تركيا وارمينيا اتفاقا تاريخيا العام الماضي لفتح الحدود بينهما. ويجب أن يحصل الاتفاق الذي يعتبر مهما كان لتحقيق السلام على المدى البعيد في منطقة جنوب القوقاز المضطربة على مصادقة برلماني أنقرة ويريفان. وأقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي القرار غير الملزم أمس مما دفع تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي لاستدعاء سفيرها في واشنطن. وقدمت إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما والتي تخشى أن يضر القرار بعلاقتها بأنقرة طعنا في الدقائق الاخيرة قبل المصادقة عليه. وردت تركيا وهي حليف يلعب دورا مهما لخدمة مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة بين إيرانوأفغانستان والشرق الاوسط بغضب على قرار اللجنة الامريكية على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القرار سيعرض على المجلس بكامل هيئته. وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس من إلحاق أضرار بالعلاقات التركية الامريكية مما قد يقوض هدفا حدده أوباما بإقامة "شراكة إستراتيجية" مع تركيا الدولة العلمانية التي يمثل المسلمون غالبية سكانها. والعلاقات التركية الامريكية رهن الاختبار حيث تسعى واشنطن لاقناع أنقرة بدعم فرض عقوبات على إيران. وأثارت تحركات دبلوماسية اتخذتها تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي لتعزيز علاقتها مع جيرانها المسلمين مثل إيران أو سوريا مخاوف من ابتعاد أنقرة عن سياستها الخارجية الموالية للغرب. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا تفكر في خطوات للرد على قرار الولاياتالمتحدة أو سياسات واشنطن في مناطق مثل أفغانستان قال داود أوغلو "هذه مسألة كرامة وطنية بالنسبة لنا. سنتحدث مع رئيسنا ورئيس وزرائنا لكن من المبكر للغاية الحديث عن إجراءات محددة." ولا تنفي تركيا مقتل الكثير من الارمن المسيحيين على يد الاتراك العثمانيين لكنها تقول إن عدد القتلى لا يصل إلى 1.5 مليون شخص كما ترفض وصف الامر بالابادة الجماعية وهو اللفظ الذي يطلقه الكثير من المؤرخين الغربيين وبعض البرلمانات الاجنبية على هذه الواقعة. من جهتها نوهت ارمينيا أمس بتبني الكونغرس للقرار معتبرة إياه تقدماً في النضال من أجل حقوق الانسان. وقال وزير الخارجية الارمني ادوارد نالبديان في بيان "إننا نرحب كثيرا بالقرار". واضاف "إنه دليل اضافي على تمسك الشعب الأمريكي بالقيم الانسانية العالمية وخطوة هامة نحو تفادي الجرائم ضد الإنسانية". تظاهرة أمام السفارة الأمريكية في أنقرة احتجاجاً على قرار الكونغرس.(رويترز) وزير الخارجية التركي