لم تكن "أم محمد" التي تخرجت منذ سنوات في الكلية تخصص تاريخ أن تكترث كثيرا لعدم توظفها في السلك التعليمي فقد كانت تعيش حياتها محيطة أسرتها الأولوية الكبيرة ، فتجد في منزلها كل النجاحات التي كانت تتمنى أي سيدة أن تحققها في حياتها ، فأم محمد لم تكن تعلم بأن ذلك الاهتمام بحب الأسرة والولاء لها سينبثق منه قصة مشروع ناجحة تنطلق بها إلى عالم أرحب من حدود الوظيفة الروتينية إلى إبداع تبدأه من المنزل فيجد ذلك المشروع كل ترحيب وإقبال من المجتمع النسائي ، فربما مشاركتها الدائمة في الأعمال الفنية المدرسية وحرصها على مساعدة بناتها في بعض المتطلبات المدرسية للأشكال الفنية هي من أشعل لديها فتيل الخطوة الأولى التي انطلقت منها بمشروع تقديم صواني للمناسبات المختلفة باسم " خوص " فشجعتها أسرتها التي أحاطتها بمحبتها لتنطلق من هوايتها ، فبدأت مشروعها قبل ثلاث سنوات في ابتكار " صواني التقديم في المناسبات باختلاف أشكالها بحسب مايطلب منها ، بالإضافة إلى تلبيس المصاحف بأشكال جميلة تليق بالقرآن الكريم ، وكذلك تنسيق الهدايا والزهريات المبتكرة فكانت مشاركتها الأولى في أول معرض أقيم نافذة نحو العالم الأرحب والذي بدأته ب8000 ريال ووجدت من خلاله إقبالا كبيرا نسائيا فتح لها آفاقا أرحب في أوقات المناسبات على الرغم من حرص " أم محمد " على عدم التوسع كثيرا حتى لا تخلف وراءها مسؤولياتها التي تحبها صوب أسرتها التي دعمتها بالمحبة والتشجيع. ولا يقف اجتهاد " أم محمد " في الابتكار لدى حدودها الشخصية بل انها تستعين بمجموعة من النجارين والحدادين الذي يقومون بتصنيع تلك الصواني لتضيف عليها لمساتها المميزة التي تبث فيها روح الاختلاف عما هو موجود ويعرض في السوق ، مستخدمة من المواد الخام وسيلة لتفنن في إبداعها ولمساتها على الصينية والتي تأتي بها من أماكن متفرقة ومن دول أخرى خارج المملكة مثل مملكة البحرين والكويت " متمنية الحصول على المواد الخام من " الصين " كمرحلة متقدمة في الابتكار والتصميم ، مشيرة إلى أن أسعار تلك الصواني تبدأ من 1000 ريال حتى 600 ريال والتي تقدم بشكل مختلف عما يعرض في السوق حيث تخدم مناسبات عدة من أهمها حفلات الأعراس والمواليد. وبالرغم من ذلك النجاح الذي حققته " أم محمد " في الانطلاق في مشروعها المنزلي إلا أنها تجد صعوبة في التواجد الدائم في الفعاليات والمشاركات الدائمة في المعارض ، إلا أنها ترى بأن تفاعل الأوساط النسائية معها جيد متمنية بأن يكون لديها مستقبلا القدرة على فتح محل كوش تعرف ب" الخوص" تمد محلات الحلويات والشوكلاته بالصواني المميزة التي تبتكرها وتصممها حتى تبدأ في التوسع في مشروعها الذي بدأ بفكرة هواية ثم انتهى بتقديم الفرح معلبا على صواني " خوص " المصممة من ابداعتها.