اختتمت مساء اول أمس فعاليات "ملتقى القدس" الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، في قاعة الأمير سلمان والصالة الرياضية بمدارس الرياض والذي استمر خمسة أيام، وحضره حشد من المفكرين والأكاديميين والمختصين بالقضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس على وجه الخصوص، وشهد يوم الختام فعاليات مفتوحة خاصة للنساء والأطفال بدأت في العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، إضافة إلى ورش عمل دورات مقدسية، وقد سجل الملتقى حضوراً جماهيرياً كبيرا. وكانت أعمال الملتقى اختتمت بندوة أدارها الدكتور عبدالله المعيلي وشارك فيها كل من الدكتور أنور عشقي الخبير الاستراتيجي ومدير عام مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والدكتور على بن عمر بادحدح الداعية المعروف والأستاذ سعود أبو محفوظ الخبير بشؤون القدس والمسجد الأقصى. بدأت الندوة بحديث للدكتور عشقي عن "القدس من الاحتلال إلى التهويد" حيث استعرض جانباً من تاريخ القدس ومحاولات الاحتلال بكل الطرق طمس معالم المدينة الإسلامية التاريخية والجغرافية وتغيير جغرافيتها السكانية. وقال الدكتور عشقي إن إسرائيل كيان شاذ ذرع في قلب المنطقة وهي ولدت كي لا تبقى ولم توجد لتستمر، بل جاءت "إسرائيل" لتؤدي دوراً مهماً في المنطقة كلما انتهى دورها خلقت دوراً جديداً، وإن كان ذلك لا يعني قدرتها على الاستمرارية والبقاء. وقال الدكتور أنور عشقي إن الاستعمار كان يخشى من نهضة الأمة العربية والإسلامية، ولذلك أوجد الوسيلة الوحيدة لشغل هذه الأمة، ووضع الحاجز البشري ليفصل شرقي الشعوب العربية عن غربها، وشمالها عن جنوبها، لما أخذ المستعمر العسكري يخسر جاء بثوب جديد اقتصادي وثقافي وفكري، أما "إسرائيل" ولما انتهى دورها الأول، غيرت إستراتيجيتها لتلعب دوراً جديداً في المنطقة، فقد أقنع الإسرائيليون الأمريكيين بأن الشيوعيون يمكن أن يسيطروا على منطقة الشرق الأوسط وأنها الوحيدة التي تستطيع أن تقف في وجههم، ولما سقطت الشيوعية في أوائل تسعينات القرن الميلادي المنصرم بدأ الإسرائيليون في التفكير في دور جديد للعبة، واقنعوا الأمريكيين أنهم هم الذين يمكن الاعتماد عليهم في المنطقة وتنفيذ سياساتهم وخدمة مصالحهم. وقال عشقي إن إسرائيل تحاول الآن السيطرة على الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً، ولكن سمعتها حتى مع حلفائها الآن بدأت تتراجع وصارت سيئة، وصار العالم كله يضيق ذرعاً بممارستها. وتحدث الدكتور على بن عمر بادحدح عن "المخاطر الفكرية والسياسية على القدس" فقال: إن المخاطر الفكرية أن لدينا كيان "إسرائيل" ليس دينياً ولكن يحاول أن يعتمد على مرتكزات فكرية لتسويق مشروعه الاستيطاني الاحتلالي، فعمل على إيجاد مجموعة من المبادئ والمعتقدات الزائفة ليرسخها وينطلق منها ويجعلها ثوابت في تحركاته وتبريرات أعمال القتل الإجرامية والإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وقال بادحدح إن هذه القناعات تشكل قمة التطرف الفكري، وتقوم على تسويقها منظمات وجماعات صهيونية تملك الإمكانات المادية والإعلام. كما تحدث د. بادحدح عن المخاطر السياسية فقال: إنها تمثل الإستراتيجيات والأهداف الخاصة بالكيان الصهيوني الغاصب، وتجسد الصورة الذهنية التي يروج لها في المحافل الدولية. وأشار الدكتور بادحدح إلى أن ما نراه من أفعال إجرامية للمحتل، وممارسات قمة في العنصرية، التي تعد قمة في الإجرام له منطلقات فكرية وعقدية تترجم هذه الأفعال، ومثل الدكتور بادحدح لهذه المنطلقات من واقع الكتب المحرفة المزورة التي يعتبرها اليهود كتباً مقدسة. وتحدث الأستاذ سعود أبو محفوظ عن الخطر المحدق بالأقصى وقال "القدس في خطر والأقصى في خطر" وحصر أكثر من 120 خطراً يهدد الأقصى من حفريات تحت الأرض في الأعماق والأنفاق إلى مخططات فوق الأرض تصل عنق الأقصى. وقال: إن الصهاينة يحاولون أن يخنقوا القدس ليمنعوا تواصلها مع العالم العربي والإسلامي شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من خلال بناء أحزمة وتجمعات استيطانية. وقد ثمن المشاركون في الملتقى دور المملكة وخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس. جانب من حفل الختام