قد يكون المتداول واعياً جاداً في متابعة أخبار الشركات وقراءة الميزانيات ببصيرة وفهم، فيختار له سهماً أو أكثر يرى أنه رخيص يباع بأقل من قيمته بكثير، فيشتريه ويضع له سعراً مستهدفاً لن يببيعه بأقل منه، لأن السعر هو العادل بناء على تحليله المالي الدقيق.. لكن: هل يصبر هذا المتداول حتى يحقق هدفه؟.. القلة يصبرون، والكثرة يؤثر فيهم ما يسمعون في الفضائيات وما يقرأون في المنتديات من بعض الآراء المتشائمة إما عن اجتهاد ونية طيبة، أو لغرض في النفس ونية سيئة، والله يجزي كل إنسان على قدر نيته.. المهم أن الذين يحققون أهدافهم هم الذين يملكون الثقة في أنفسهم ويحبون الصبر ولا يهمهم: «نقيق الضفادع». وقد قرأت أسطورة ذات مغزى، تقول: تجمع حشد من الضفادع حول جبل عال بقرب الشاطئ، وجرى التحدي بين عدد منهم لتسلق الجبل إلى القمة، وهجم عشرة من الضفادع شارعين في تسلق الجبل العالي، وبقية الحشد ينقنق ويثبط إما خوفاً على زملائهم لأنهم هم خائفون، أو حسداً وغيرة من بعضهم، ودخل المسابقة ضفدع ضعيف البنية فتعالى نقيق الضفادع سخرية منه وتثبيطاً له وترويعاً.. المهم أنه مع التخويف والترويع من حشد الضفادع أخذ المتسلقون يتساقطون واحداً بعد واحد، منهم من بلغ ربع مسافة الجبل، ومنهم من زاد عليها قليلاً، ومنهم من سقط من رابع خطوة لشدة ما سمع من التخويف.. تساقطت الضفادع المتسابقة واحداً بعد واحد، ولم يبق سوى ذلك الضفدع الضعيف البنية، أخذ يواصل الصعود رغم مواصلة الحشود للنقيق والتخويف والاستهزاء والترويع.. وصل الضفدع الضعيف لقمة الجبل وتربّع فوقها، ثم عاد بهدوء وسلام والضفادع الأخرى متعجبة مستغربة.. ولكن ما إن بحثوا عن حقيقة هذا الضفدع الضعيف والشجاع الذي وصل إلى القمة رغم التثبيط المتواصل حتى اكتشفوا أنه أصم لا يسمع إطلاقاً.. وقديماً قالوا: «الشجاعة في القلب لا في الجسد». وقال أبو القاسم الشابي: «ومن يتهيَّب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحُفر»