بعد مهرجان الاتهامات الخطابي، الذي غطى سماء لبنان الأسبوع الماضي، أدركت صدق الدراسة العلمية التي تقول بأن صوت الإنسان كان قبل آلاف السنين عبارة عن نقيق شبيه بنقيق الضفادع. فلقد تحول أصحاب الخطب إلى أشباه ضفادع لا يظهر من حلق كل واحد منهم سوى نقيق الموت والطائفية السياسية والمذهبية الدينية. - لماذا يعود لبنان الذي قدَّم للعالم العربي دروساً في الديمقراطية وحرية الرأي والتعايش الطائفي والمذهبي إلى ما قبل الصوت؟! لماذا يعود إلى مرحلة النقيق؟! هل لأن الخطاب اللبناني كان خطاباً مزيفاً؟! هل كان صادقاً لكنه لم يجد الأرض التي ترعاه رعاية حقيقية؟! هل هناك من لم يعجبه نماء الخطاب، فسخّر كل عدته وعتاده لإسقاطه وإسقاط أثره وآثاره؟! هل لأن لبنان ليس مهيئاً لتبني هذا الخطاب وللاستمرار في حملة لوائه؟! هل لأن المحيط العربي الذي يحيط لبنان لا يملك التأهيل الكافي لوجود هذا الخطاب بين ظهرانيه؟! هل لبنان وببساطة كان او صار مجرد ظاهرة من ظواهر النقيق، في مستنقع لا يعيش فيه سوى الضفادع؟!.