طالب الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة "المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم" ببرامج عملية لنصرة القدس والمسجد الأقصى والتعريف بهما، خاصة لدى الناشئة من الأطفال والشباب، في المدرسة والبيت، وقال: إن هذه البرامج سيكون لها أثر كبير في نفوس الناشئة، مشدداً على ضرورة وجود خارطة طريق للعرب والمسلمين لنصرة القدس والمسجد الأقصى، فالأمنيات فقط لا يجوز أن تكون هي التي تحكمنا، وأكد الشيخ العودة تكاتف الجميع أفراداً ومؤسسات، شعوباً وحكومات للدفاع عن القدس ضد مخططات التهويد التي تقوم بها الحكومات الصهيونية المتعاقبة، التي تستهدف هوية المدينة، جاء ذلك في الندوة الثانية ل"ملتقى القدس" الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي بقاعة الأمير سلمان والصالة الرياضية بمدارس الرياض مساء الثلاثاء، والتي أدارها الدكتور سعيد بن مطر العتيبي أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء، وشارك فيها كل من الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة والمفكر الإسلامي الدكتور عبدالحليم عويس. في بداية الندوة قدم الدكتور العتيبي المشاركين، وتحدث عن دورهما في التعريف بقضية القدس والمسجد الأقصى، من خلال استعراض مؤلفاتهما وما كتباه عن القضية الفلسطينية. وتحدث الدكتور عبدالحليم عويس عن القدس "المستقبل الوضئ والعودة الكريمة" وقال الدكتور عويس لم يقف اليهود في التاريخ مع أنفسهم وقفة متأنية حتى في أكثر عصور المحن ولم يدرسوا أخطاءهم، استمروا في عنادهم واستكبارهم وطغيانهم. وقال الدكتور عبدالحليم إن مأساة الإنسانية اليوم تتحدد في موقفين: الأول: هو موقف أهل التوراة أو "العهد القديم" القوي أو المنظم والفاعل والمؤثر في المحيط العالمي كله، وسعيهم الدائب بكل أسباب القوة والهيمنة. الثاني: موقف المسلمين "أهل القرآن" المنهزم والمتخاذل والمتآكل داخلياً، والمتصارع بين أجزائه سياسياً وفكرياً!! وتطرق الدكتور عويس إلى ثوابت الإيمان بعودة المسجد الأقصى للمسلمين وقال: إنني أومن بأن القدس ستعود للمسلمين، وفلسطين كلها، تلك التي باركها الله، منطلقاً من ثوابتي الإسلامية والتاريخية العقلية ثم تحدث الشيخ سلمان العودة فقال: إن العدوان على المقدسات الإسلامية في القدس والأراضي المحتلة لم يتوقف، مذكراً بمحاولة حرق المسجد الأقصى وزعم السلطات الإسرائيلية أن من قام بالعمل مخبول، وكذلك من قام باطلاق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي قالوا عنه إنه "مضطرب نفسياً، وهكذا يبررون لمن يقوم بأعمال القتل والإرهاب، وأنا أتحفظ على من يقولون إن الحكومة الإسرائيلية متطرفة، لأنها إفراز مجتمع كله متطرف، وهو كيان كله متطرف. وحذر الشيخ سلمان العودة من المساس بالمقدسات الإسلامية مطالباً بدور عربي وإسلامي فاعل لحمايتها مشيراً إلى القرار الأخير للحكومة الإسرائيلية بضم المسجد الإبراهيمي بذريعة ترميمه، وقال: إن هؤلاء هم الذين يمنعون ترميم المسجد الإبراهيمي، ويحاصرون ويمنعون المسلمين من القيام بترميم وصيانة المسجد الإبراهيمي. وقال الشيخ العودة إن القدس حظيت باهتمام كبير من قبل المفكرين والمؤرخين.. وقال الشيخ العودة: إن اليهود يسعون الآن لتهويد المدينة، فبنوا حولها أحزمة استيطانية، ويحاولون توسيع المستوطنات حولها لتغيير جغرافيتها وديموغرافيتها السكانية، فلما احتلوا القدس كان عدد العرب 86% من السكان، وكان اليهود يشكلون 14% أما الآن فقد انعكس الوضع بسبب سياسات التهويد الاستيطانية والتضييق والحرب التي تمارس على الوجود العربي والإسلامي في المدينة فصارت نسبة اليهود 86% ونسبة العرب لا تتجاوز ال 14%. وطالب الشيخ العودة بخارطة طريق للتعريف بالقدس والمسجد الأقصى ومكانتها تبدأ بالناشئة، والشباب وطلاب المراحل التعليمية المختلفة، كأن تنظم ورش عمل لتعريفهم بالقدس ومكانتها، وأن يوجه هؤلاء للاهتمام بالقدس والمسجد الاقصى فيضعون صور القدس على شاشات أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، وأن يكون هناك لعب أطفال تعرف الطفل بمعلومات بسيطة عن القدس، وأن تكون خريطة القدس في كل بيت، وإصدار مجموعة كتيبات بسيطة تحكي تاريخ القدس ومكانة المسجد الأقصى وإنتاج البرامج المسموعة والمرئية وتداول المعلومات في مواقع الشات والمنتديات والمواقع عن القدس والأقصى، وقال الشيخ العودة: إن الأمنيات وحدها لا تكفي ولكن لابد من إستراتيجية شاملة تعرف بالقدس والمسجد الأقصى.