يتوجه العراقيون يوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لإجراء انتخابات ديمقراطية هي الثانية من نوعها منذ سقوط نظام صدام حسين. وسيكون قرار الشعب العراقي حاسماً بالنسبة لمستقبل العراق، إن ما يريده أصدقاء العراق كافة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وبريطانيا، هو إجراء انتخابات سليمة توصل إلى تشكيل حكومة عراقية مستقرة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات التي يتعرض لها العراق. أعلم أن وسائل الإعلام قد تداولت الكثير من التعليقات حول أجندة اجتثاث البعث. من المؤكد أن ثمة صعوبة في تحقيق التوازن المطلوب للتأكد من التزام جميع المشاركين في الانتخابات بالدستور العراقي وبالمستقبل الديمقراطي للبلاد، والتأكد في نفس الوقت من مشاركة كافة الطوائف العراقية في الانتخابات. لعل البعض يعلم بأنني شغلت منصب سفير بريطانيا لدى العراق بين عامي 2005 و2006، لقد كانت أوقاتاً عصيبة آنذاك. فقد كانت تجري مفاوضات صعبة بين الأحزاب السياسية والمجموعات الطائفية حول الدستور العراقي على خلفية من العنف. ولو أمعنت النظر في السياسة لما وجدت فيها جوانب مشرقة إلا ما ندر. فثمة قضايا حقيقية على المحك من شأنها أن يكون لها تأثير حقيقي على حياة الناس. لقد كان الساسة العراقيون على صواب في سعيهم لتمثيل مصالح مجتمعاتهم. يقول لي الأصدقاء في المملكة في بعض الأحيان إن بعض الساسة العراقيين ليسوا وطنيين بحق وإنهم يمثلون المصالح الإيرانية. اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لكي أوضح بأن هذه المقولة لا تتفق مع خبرتي في العراق، لقد كان واضحاً طوال فترة المناقشات الصعبة أن الساسة العراقيين يعملون لمصلحة العراق واستقراره ومستقبله. وأنا لست بحاجة إلى إقناع من أحد بالآثار السلبية للدور الإيراني في المنطقة. ورغم ذلك فإن مستقبل العراق ما يزال بيده. سوف يختار الناخبون العراقيون قادتهم يوم الأحد، وسوف يسفر ذلك عن تشكيل حكومة عراقية ذات ولاية جديدة بتخويل من الشعب العراقي، وأنا أعرف المملكة العربية السعودية وأعرف العراق بشكل جيد وأتمنى لهما كل الخير. وهذا هو السبب الذي يدفعني للاعتقاد بضرورة تجديد العلاقة بين البلدين بعد الانتخابات لما يربط بينهما من مصالح استراتيجية، لا سيما النفط، وتاريخ يعود لآلاف السنين والاضطلاع بأدوار سياسية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط وحدود مشتركة بطول ألف كيلو متر. أعتقد ان للمملكة العربية السعودية دوراً مهماً في تأمين مستقبل العراق، وما يجلبه ذلك من استقرار ورخاء في المنطقة. تشكّل الانتخابات التي ستجري يوم الأحد لحظة حاسمة في تاريخ العراق وسوف يحظى الفائز في الانتخابات أياً كان بمساندة الشعب العراقي على مدى السنوات الأربع القادمة، إن دور المملكة العربية السعودية سيكون حاسماً، كما اعتقد ان الانتخابات ستشكّل فرصة سانحة للمملكة العربية السعودية لكي تعيد فتح سفارتها في بغداد وتبني علاقات شخصية قوية مع من يتم انتخابه لمنصب رئيس الوزراء في العراق. * السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية