على عتبات معرض الرياض الدولي للكتاب ، تتطلع المثقفات والباحثات السعوديات إلى معرض مختلف ومنوع، وتختلف تعبيراتهن في تجسيد هذه التطلعات والآمال مابين مقترح ونقد معتبرات أن المعرض فرصة طيبة يجدر بالجميع حسن استثمارها على النحو الأفضل .فمن جهتها تعتبر الأستاذة فاطمة الحسين مديرة المكتبة النسائية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومديرة مكتبة الطفل بالمربع ، المعرض هذا العام وفي كل عام احتفالية مهمة بالكتاب والثقافة ، وتتطلع إلى أن يصبح مناسبة ترتادها الأسرة معا ، موجهة نداءها إلى الآباء والأمهات بالاهتمام بحضوره ليكون إضافة جيدة لثقافة الأسرة ، كما تتطلع إلى أن تكون الأنشطة المرافقة شاملة تمس اهتمامات المجتمع بكامل أفراده وليس النخب الثقافية فقط . وكذلك ترى د. نورة العجلان ، من جمعية حقوق الإنسان ، أن المعرض فرصة جيدة خاصة للباحثين من الطلاب والطالبات للحصول على الكتب والمراجع التي لا تتوفر لهم خلال العام ، منوهة إلى أننا بتنا نلمس منافسة لدور النشر في الاشتراك والقدوم وهذا دليل على نجاح المعرض وموقعه المهم ، ومحاولة القائمين عليه جمع اكبر عدد من دور النشر واستقطابها ودعوتها يعزز من مكانته . وتأمل أن تكون الفعاليات المصاحبة ذات حراك جيد للوسط الثقافي. وتعتبر الفنانة التشكيلية هدى العمر أن المعرض تظاهرة ثقافية مهمة دون شك ، وتشيد بالتوجه الأخير للوزارة نحو استضافة دول من العالم في المعرض مما يعكس مدى ما وصل إليه الوطن من ازدهار بالمجالات الثقافية ، وهي تتمنى لو تضمن المعرض نبذة عن الإنتاج السعودي الجديد. أما عن الفعاليات المرافقة فتشير إلى أن الأمسيات الثقافية بشكل عام جيدة ، وتشيد بتوجه الوزارة نحو تكريم المتميزين من المثقفين ، كما سبق وبادرت بلفتة طيبة في تكريم صاحبة أفضل كتاب بالعام . ونوهت العمر إلى أن معرض الكتاب عموما يبقى له مكانته في نفوسنا نظراً لما تجسده لنا الكتب الورقية من علاقة حميمية ممتدة بيننا وبينها ، لم تستطع الكتب الإلكترونية أن تقلل منها أو تلغيها بأية حال من الأحوال . أما المشرفة المركزية بالإدارة العامة للتوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم هدى الحمود فتعد إقامة معرض الكتاب كل عام ظاهرة إيجابية تنم عن تقدم المستوى الثقافي والفكري لدى شرائح المجتمع ، وهذا هو المقصد الرئيس الذي يعول عليه القائمون برعاية هذه التظاهرة الثقافية المنظمة . غير أن المتأمل- حسب قولها - لواقع معرض الرياض للكتاب يلمس أن هناك جملة من الأمور الأساسية التي لابد من الاهتمام بها حتى تكتمل الصورة المشرقة لهذا المعرض ويؤتي ثمرته المرجوة ومن هذه الأمور تذكر الحمود عدة نقاط منها أن تصنيف الكتب يكون على حساب المكتبات ودور النشر مما يتسبب في طول الوقت الذي يحتاجه من أراد البحث في مضمار محدد . فحبذا لو كان التصنيف وفقاً لموضع الكتاب . كأن تكون كتب الأدب العربي في ركن ، وكتب التربية في ركن .....وغير ذلك مما يوفر على الباحث الكثير من الوقت والجهد. وكذلك تشير إلى وجود بعض الباعة الذين يجهلون بمحتويات الكتب التي يبيعونها علماً بأن بائع الكتاب لابد وأن يكون مطلعاً ولو بشكل مبسط على محتويات الكتب التي يبيعها مما يعينه ويعين المشتري على تحصيل الفائدة المتبادلة . منوهة إلى ضرورة اقتصار المعرض على الإنتاج الفكري الجديد فقط على اعتبار أن الإنتاج القديم متوافر في المكتبات مسبقاً . وتؤكد الحمود على أهمية دعوة أفراد المجتمع بكافة مستوياتهم العلمية لحضور معرض الكتاب وتكثيف الدعاية لانعقاده من خلال وسائل الإعلام ، ورسائل الجوال ، وتخصيص يوم في الإذاعة المدرسية للحديث عن معرض الكتاب وأثره على التقدم الثقافي للمجتمع . وكذلك تقترح طبع منشورات قصيرة مرفقة بأقراص حاسوبية للتعريف بمعرض الكتاب وأهدافه ورؤيته ورسالته وتوزيعها عند إشارات المرور والأماكن العامة بقصد الترغيب في زيارة المعرض . مع زيادة التعاون مع الجامعات والكليات داخل وخارج المملكة والعمل على استقطاب البحوث والدراسات المتميزة وطباعتها وتسويقها في المعرض . وكذلك ضرورة وجود وسائل الاستعلام الإلكتروني عن محتويات المعرض مما يسهل على الزائرين تحصيل الفائدة . والتركيز على الكتب العلمية التي تقوم على محتوى علمي مثرٍ مع البعد عن الكتب التجارية التي تدور حول موضوعات يومية عامة يمكن لأي إنسان أن يحصل عليها وبسهولة . وترى الحمود ضرورة توفير مكان مجهز بكافة الإمكانات المناسبة لمثل هذا المعرض على أن يكون واسعاً وتتوفر به مواقف واسعة لسيارات الزائرين ، ومرافق خدمية على أن يكون قابلاً للنمو خلال السنوات المقبلة ، مع الاهتمام بترغيب الزائرين وخاصة طلبة العلم والأكاديميين من خلال تقديم أسعار مخفضة لهم وذلك مما يسهم في لفت اهتمام الناس نحو المعرض وزيادة مرتاديه من الشباب خاصة. ومن جهتها تؤكد الأستاذة فاطمة العلي مديرة القسم النسوي بالمؤسسة العامة للتقاعد أنه يكفينا فخرا أن المعرض يقام على شرف مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ، ونتمنى أن يكون المعرض بمستوى يليق بتلك الشخصية. كما تعتبر العلي أن معرض الرياض للكتاب نقلة نوعية في مسيرة الثقافة السعودية، لكن تكرار الأخطاء التي حصلت في الأعوام الماضية فيه علامة ضعف وعدم استفادة من التجارب. فحسب قولها إنه في كل سنة يحتدم الجدل مع افتتاح المعرض وفعالياته, ولا ينتهي بانتهائه ، وتمثل محتويات المعرض من الكتب والمطبوعات نقطة الخلاف الجوهرية كما تمثل عملية تنظيم المعرض نفسه نقطة أخرى تزيد الخلاف اشتعالا. وتوضح العلي أن معرض الكتاب يمثل منبعا عظيما للكتب العلمية التي يؤتى بها من كل فج عميق لتكون في متناول الناس. فبرغم ما قد يعتريه من خلل على مستوى التنظيم والمعروض ، فإن المعرض يظل ذا فائدة عظيمة لأهل العلم والثقافة . ولا يستلزم وجود الخلل فيه عدم الاستفادة منه. لذا تتمنى العلي أن يكون الجدل المصاحب للمعرض أرقى مما كان عليه في السنوات الماضية، وأن يكون فكرياً حول محتوى الندوات، أو الأفكار، أو المحاضرات التي تطرح. كما تأمل أن يكون المعرض بمستوى الحدث والجهود المبذولة وان يجد القبول لكافة شرائح المجتمع ونخرج بمعرض عالمي يشاد به من قبل الجميع ويرضي جميع الأذواق ، فالمعارض الدولية في كل مكان تعنى بالموضوعات الفكرية والندوات المطروحة على هامشها. ولا تنشغل بحالات فردية ككتاب سحب من إحدى الدور، أو بمثقف أو كاتب وقّع لسيدة.