لاحظ المواطن في كثير من مدننا سوقا سوداء لتوظيف العمالة المنزلية المتخلفة أو الهاربة من الكفيل بحثا عن مورد مالي أكبر . هذه السوق خادمات متخلفات عمرة أو حجا أو هاربات من الكفيل الأصلي بحثا عن راتب جيد .. متوافرة تلك الأنشطة وبكثرة وعلنية ، خصوصا ممن قد تمرّسوا أو تمرّسن وعرفوا/أو عرفن المداخل والمخارج . عناوين من صحافتنا المحلية : -- * جوازات منطقة ( .. ) تُرحّل 763 مخالفا . هذا جيد وتُشكر الجوازات عليه . لكن كم منطقة في بلادنا ، وكم عدد من تعدتهم الحملات جهلا أو ذكاء من العامل الهارب أو تسترا؟ * خبر آخر عن حادثة يقول في داخله : - وفي شارع ( .. ) المكتظ بالعمالة المتخلفة ... . ضعوا خطّا تحت كلمة " المكتظ " وستجدون أننا اعترفنا بوجود شوارع تركن إليها العمالة المتخلفة . أي أننا موقنون ومعترفون وعلنا بوجود " عمالة متخلفة " في الشارع الفلاني . ألا يذكّركم الخبر الأخير بقصص غوّار ، حيث تظهر لافتة كبيرة على دكان في قرية حدودية عربية تقول : لدينا سجائر مُهرّبة .. ! . نعم في الجوار العربي توجد عمالة متخلفة . لكن عمالتنا المتخلفة تتجاوز المعقول والمتعارف عليه بأن تقوم بالمتاجرة بالأعراض والمخدرات وكل ما يطرأ على البال من محرمات ومواد مصوّرة سيئة . ففي دولة الإمارات مثلا توجد عمالة عاطلة ، لكنها وحسب إحصائيات لا تلبث أن تغادر إذا لم تجد الشغل . وحتى في الغرب وجدناهم – في ظل حقوق الإنسان – لا يُشددون على القبض على عامل أو عاملة مستمرّ في أداء عمل قانوني وإنتاجي . أما قرأتم عن " زيتونة " عمة الرئيس أوباما فقد وقفت أمام قاض وهي مهددة بالترحيل إذا لم تسوّ وضعها من كل النواحي بما في ذلك الضرائب المتأخرة . تم الكشف عن وضع زيتونة كمهاجرة غير شرعية قبل أيام من انتخاب أوباما رئيساً. وقال أوباما إنه لا يعرف أن عمته كانت تعيش في البلاد بطريقة غير مشروعة، بينما وافق قاضي محكمة الهجرة على إعادة فتح قضية اللجوء لبحثها من جديد. وقرأت تعليقا ظريفا على الواقعة يقول : لو كانت الحالة في البلاد العربية فلا يمكن لأحد أن يتعرّض لأخت خادمة مدير مركز شرطة . ولو جاءت مسارات القضية بأنها ( أي عمة أوباما ) تتعاطى أعمالا لا يُقرها القانون لما شفع لها شفيع .