من المؤكد أن إثارة النعرات القبلية هي من صنوف الجاهلية ولا احد يرضى أن نعود الى الخلف الى عصور الظلام التي انحسر فكرها في القبيلة وما تفعله وما تكسبه أن لكل زمان فكره وثقافته ونحن في بلادنا نعيش نعمة نحسد عليها ومن أهمها نعمة الاسلام والأمن والأمان. واللحمة الوطنية لمواطني البلاد تعد نموذجاً رائعاً قل نظيره في المجتمعات الأخرى، والله سبحانه وتعالى جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ووضع ميزانا حقيقيا لوضع القبيلة أو الإنسان وهو التقوى ومن هذا المبدأ يتضح للمسلم العاقل انه لاشيء غير ذلك سوى أن يعرف الانسان نسبه وقبيلته للتواصل وصلة الرحم ولابد أن يدرك أن الأنتماء للدين والوطن هو الانتماء الحقيقي الذي جعل هذه البلاد تملك جبهة داخلية قوية ولله الحمد والمنة في ظل قيادة حكيمة استطاعت بتوفيق الله منذ تأسيسها أن تحقق سياسة ورؤية بعيدة وهي اللحمة الوطنية التي يقطف ثمارها أبناء الوطن وأجيالة القادمة . والقرارت والتحذيرات التي أصدرتها وزارة الثقافة والاعلام ولو انها جاءت متأخرة تجاه القنوات الفضائية الشعبية التي تثير من خلال بعض برامجها والرسائل المتحركة على شاشاتها النعرات القبيلية تعد خطوة ايجابية للحد من هذه الظاهرة التي يعتقد البعض أنها فضائية فقط وأقول فقط لأن بعض القنوات الفضائية الشعبية لو لم تجد من يشجع هذه الظاهرة لما استمرت في هذا الوضع ولما اتخذت من سذاجتهم مصدرا يدعمها ماليا . وهذ لايعني أن نخلي مسئولية بعض القنوات الشعبية من بعث وتنشيط النعرات القبلية وزرعها في الأجيال . والذي يريد أن يعرف مدى ما وصلت اليه يزور المدارس ويقرأ مايكتب على مقاعد الدراسة والجدران وحتى اوراق الاجابة لاتخلو من ارقام ورموز لقبيلة الطالب وعن المضاربات الجماعية حدث ولاحرج والتي يدخل فيها طلاب لمجرد الانتماء للقبيلة وقد يكون الضحية من ليس له علاقة في المشكلة . والأصعب من ذلك أن يوجد من الآباء من يشجع ابنه على المشاركة وعدم الوقوف عندما يتعلق الأمر بالقبيلة اذا ماتقوم به بعض القنوات ماهو الا احدى وسائل الاثارة للنعرات والحل يكمن في أن يقوم كل بدوره وفي حدود مسئوليته ودور وزارة الثقافة والاعلام هو المراقبة ومحاسبة المخالف . واريد أن اوضح أن خطورة الرسائل المتحركة أسفل الشاشات اكثر من خطورة مايبث من برامج لوجود حرية في الكتابة وعدم وجود الرقيب إن لم تكن الكتابة من الكنترول نفسة للاثارة وبالتالي زيادة عدد الرسائل التي تتلقاها القناة لأهداف مادية بحتة على حساب اللحمة الوطنية واثارة النعرات القبلية، كذلك يعلق على المسئولين في التربية والتعليم دور فاعل في الحد من هذه الظاهرة التي تتوسع باستمرار حتى وصلت لفكر طالب الصف الأول ابتدائي الذي شوهد في الأسبوع التمهيدي يقف قبليا ويسب ويشتم من هم خارج قبيلته وهذا دلالة على أن الأفكار توجد في المنزل ايضا.