** وصل الناس إلى مرحلة اليأس..من إمكانية استرداد أموالهم الضائعة في سوق الأسهم.. ** فالخسائر متواصلة.. ** وديون عباد الله تتضخم وتنمو..بسبب تعثر أصحابها عن السداد لما اقترضوه من البنوك..ليودعوه صناديق جلبت لهم النكبات المتوالية.. ** ولا تتردد البنوك في الإعلان عن مكاسبها في الربع الرابع من العام المنصرم. ** في الوقت الذي لا يجد المودعون سوى الفتات بعد أن تدهورت أسعار العمولات المترتبة عليها إلى الحد الذي لا يساوي شيئاً..وفي الوقت الذي تتضخم فيه أرباح البنوك بصورة ملحوظة.. ** ورغم كل هذا.. ** فإن عملية الاكتتاب في الشركات الجديدة مستمرة.. ** وتغطية رأس المال المطلوب يتم بكل سهولة.. ** ولست أدري إلى أين نتجه بعد كل هذا.. ** فلا الأسهم تحركت ولو قليلاً.. ** ولا الصناديق أغلقت وشُطب عليها..وأراحتنا بعد تسببها في الكثير من خسائرنا.. ** ولا البنوك نشَّطت حركة الإقراض بعد أن وصلت إلى درجة التوقف أو التجميد غير المسبوق.. ** فأي أفق يحمل لنا بصيص أمل..؟ ** وأي سبيل نختار لكي يعيد إلينا بعض أموالنا الضائعة..وآمالنا المحطمة..وأحلامنا المحترقة أيضاً ؟ ** هذه الأسئلة وغيرها..لا أحد يجيب عنها.. ** فلا مؤسسة النقد تقول لنا شيئاً.. ** ولا هيئة سوق المال تطمئننا إلى مستقبل مدخراتنا.. ** ولا البنوك- سامحها الله- تمد يدها لتحرك أنشطة الاستثمار المتأرجحة.. ** ولا..حتى العقار..وفر لنا البديل..حتى نعوض بعض خسائرنا.. ** فإلى أين نتجه ؟! ** وكيف يمكن أن نتقدم خطوة متفائلة ولو صغيرة..؟! ** أليس حراماً أن نترك مدخرات الصغار تتآكل ولا من يحميهم..؟! ** أليس مثيراً للقلق أن نحس بهذا الجفاف يحيط بنا..ويعطل قدرتنا على التفكير..؟ ** أليس مدعاة للحيرة أن نتحدث عن تجاوزنا لآثار الأزمة المالية ونحن لا نكاد نلمس شيئاً من ذلك منعكساً على مستويات الحياة المعيشية لأكثرنا ؟! ** أسئلة كثيرة..لابد وأن نحترم حق الناس في الوقوف على الحقيقة..وأن نقول لهم شيئاً مفهوماً..لأن كل ما يقال ويتردد..هو غير ما نلمس..ونحس..ونشعر..؟ *** ضمير مستتر: **(حين لا نعير اهتماماً لمشاعر الناس..فإننا إما أن نكون غير قادرين على الكشف عن الحقيقة..وإما أننا لا نريد أن نصرح بها).