خرجت لاكشمي إلى الحياة بشكل فريد من نوعه حيث ولدت بثمانية أطراف وجزعين ملتصقين في منطقة الوركين. والآن فإن لاكشمي تاتما، تلك الطفلة الهندية التي تأثر بمحنتها العالم اجمع، كبرت وبدأت الدراسة. وبعد عامين من خضوعها لعملية تعد فتحا جديداً في الطب لفصلها عن توأمها الطفيلي، أصبحت لاكشمي طفلة تنضح حيوية في سن أربع سنوات. وتحب لاكشمي لعب الكريكيت مع أخيها الأكبر، وعقد صداقات مع صديقاتها الجدد. وتقول والدتها بونام ( 26 عاما) :" عندما أفكر في الحالة التي كانت عليها لاكشمي، لم يخطر ببالي قط أنها سوف تذهب إلى المدرسة أو تعيش حياة كالتي تعيشها اليوم. فجميع الأمور التي تقدر عليها الآن كانت مستحيلة قبل عامين" وتمضي بونام قائلة: "إنني كثيرا ما أفكر فيما كانت ستكون عليه اليوم لم تكن قد خضعت للعملية الجراحية -إنها لم تكن تستطيع حتى الجلوس من قبل. والآن فإنها تركض مثل غيرها من الأطفال". وكانت لاكشمي قد خرجت إلى الحياة في ولاية بيهار المضطربة في شمال شرق الهند، وتقرب إليها السكان الهندوس منذ ولادتها باعتبارها رمزا مقدسا وكانوا يتبركون بها ويتقربون إليها بهدايا يضعونها بجوار سريرها. غير أن تشابه لاكشمي بالأسطورة التي تحمل الاسم نفسه جاء مقابل ثمن باهظ حيث إنها لم تكن تستطيع المشي، والوقوف، أو حتى الجلوس. وكانت الطفلة الصغيرة ملتصقة إلى توأم طفيلي مقطوع الرأس توقف نموه في رحم أمها، وكان الأطباء على يقين من أنها لن تبقى على قيد الحياة حتى سن البلوغ. شامبو يصطحب ابنته إلى المدرسة ولكن بعد أن تعافت تماما من العملية الجراحية التي استغرقت27 ساعة لإنقاذ حياتها، فإن لاكشمي أصبحت حاليا فتاة أخرى غير التي كانت عليه قبل الجراحة. ومع ذلك، تكمن تحت السطح، سلسلة من المشاكل الطبية التي تهدد مستقبلها وتتطلب سنوات من الجراحة. فبعد ستة أشهر من عملية معقدة لإزالة التوأم الطفيلي، اكتشف الأطباء أن لاكشمي مصابة بانحناء في العمود الفقري. ومن دون الخضوع لعملية معقدة لتصحيح الانحناء فإن الأطباء يحذرون من أن ظهرها سوف يتعرض للمزيد من التشوهات الشديدة كلما نما جسمها، وربما أصبحت معاقة ما لم تخضع لجراحة لإزالة أنسجة غير طبيعية تربط الحبل الشوكي بجهازها العصبي. كما أنها بحاجة إلى عملية أخرى على يد جراحي العظام لتقريب وركيها حيث إنهما متباعدان جدا مما يجعلانها تمشي بطريقة غير عادية . وأخيرا، فإن جراحي التجميل بحاجة إلى إيجاد وسيلة لصنع أرداف للاكشمي، ذلك أن ردفيها لم يتكونا عندما كانت في رحم أمها بسبب الطريقة الفريدة التي التصقت بها بتوأمها الطفيليي. وفي نفس العملية سيتعين على الجراحين إصلاح المشاكل المتعلقة بالمثانة والأمعاء. لاكشمي بزيها المدرسي وتقول والدتها بونام معلقة: "لقد قطعت لاكشمي طريقا طويلا لكننا خائفين جدا بالنسبة للمستقبل. صحيح أننا لم نكن نتخيل أنها سوف تبدو على ما هي عليه الآن، لذلك نحن ممتنون جدا لجميع من مدوا لنا يد العون، ولكنا لا يمكننا تحمل التفكير في أن جميع تلك المساعدات يمكن أن تذهب هباء إذا لم نتمكن من إيجاد وسيلة لإخضاع لاكشمي للعمليات الإضافية التي تحتاجها. فالمؤسسة الخيرية التي ترعاها تهتم بحوالي 500 طفل آخرين. كما أنها لا تملك الأموال اللازمة لدفع تكاليف هذه العمليات وليس لدينا المال اللازم لذلك. أما المستشفى الذي اجرى لها الجراحة فقد وعد بتقديم المساعدة ولكنه لا يستطيع تصحيح العمود الفقري لها لان إمكاناتها لا تتيح إجراء مثل هذه العملية المتخصصة. وتضيف بونام قائلة:" كل ما نريده لها هو أن تكون طفلة طبيعية. انها حتى الآن لا تستطيع السير أو الحركة بشكل طبيعي. فقدماها لا يأتيان معا بشكل صحيح وعندما تمشي فإنهما تؤلمانها " ويقول والدها شامبو ( 28 عاما) : "أعتقد من كل قلبي أن لاكشمي طفلة غير عادية. صحيح أن عملية إزالة الساقين الزائدتين كانت تهدف إلى أن تحي حياة طبيعية ولكنها ليست طفلة عادية بل فتاة مميزة وأعتقد أن كل شيء ممكن بالنسبة لها. أريد لها أن تتعلم حتى تصبح معلمة لتنقل معارفها إلى الأطفال الآخرين". لاكشمي خرجت إلى الحياة بثمانية اطراف