افتتحت الاكاديمية الدولية للفنون في رام الله مساء الثلاثاء مراسمها التي يتعلم فيها 23 طالبا في مستويات مختلفة امام الجمهور لمشاهدة مجموعة من الاعمال الفنية عكست في عدد منها الواقع الفلسطيني. وقال الفنان التشكيلي خالد الحوارني المحاضر في الاكاديمية" افتتاح مراسم الكلية امام الجمهور يهدف الى افساح المجال امام الجمهور لمشاهدة مجموعة من ابداعات طلبة الكلية التي مضى على تأسيسها ثلاث سنوات ويدرس فيها الان طلبة في ثلاثة مستويات." وتأسست (الاكاديمية الدولية للفنون) في عام 2006 ضمن مشروع رائد لتقديم برامج التعليم العالي المختصة في الفنون التشكيلية وتشمل الرسم والتصوير والتكشيل والطبع والنحت والفيديو والافلام وقد بدأت بستة طلاب هم الان في السنة الثالثة من دراستهم للفنون التشكيلية. واوضح الحوارني " تركنا لكل طالب حرية اختيار العمل الفني لعرضه امام الجمهور والتي شكلت في معظمها تجارب هؤلاء الفنانين الشباب وعكست رغبتهم في ايصال رسائل فنية تعكس الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيشونه." واختار الطالب بيسان ابو عيشة عملا فنيا يظهر فيه عملية هدم اسرائيل لبيوت المقدسيين فعمل على احضار ادوات من البيوت التي كانت تهدم ومنها حقيبة مدرسة وعلبة دواء وقطعة من شباك وغيرها وعمل على تثبيتها في الحائط وايصالها بخيوط رفيعة الى الارض مع كتابة نصوص عن كل قطعة من اي منزل احضرها وفي وسطها عرض صورا حية لعمليات الهدم. وقال ابو عيشة لرويترز " ليس الهدف من هذا العمل توثيق عمليات الهدم بقدر ما هو استحضار البعد الانساني في حياة اناس يجري التضييق عليهم بكل الاشكال بما في ذلك هدم منازل بنيت قبل اكثر من عشرين عاما." وعكس عمل الطالب اسامة نزال نقدا للصحافة الاسرائيلية وتغطيتها للحرب الاخيرة على غزة وقال " عملت على لصق اسماء الصحف الصادرة في اسرائيل سواء بالعبرية او الانجليزية على الاخبار الواردة في الصحافة الفلسطينية التي تظهر الدمار الكبير واشلاء الفلسطينين وبسبب الصواريخ التي اطلقتها طائرات الاحتلال". واستحضر الطالب جمال صبري روح شاعر فلسطين الراحل محمود درويش وقال فيما كان يقدم شرحا عن عمله الفني الذي يظهر فيه انه يلعب النرد امام صورة كبيرة لدرويش" اردت تجسيد قصيدة لاعب النرد من خلال الحوار مع الغائب لذلك وقفت امام صورة درويش وكنت العب معه النرد." وسعى عايد عرفة الى اعادة الروح الى الكوفية الفلسطينية التي كانت تمثل رمز المقاومة الفلسطينية وقال " تصوير حركة القلم وهو خلال تصميم الكوفية الفلسطينية رمز الشعب الفلسطيني يهدف الى بث روح الحياة فيها." وعمل عرفة في عمله الثاني على استحضار البحر من خلال تصوير حركة لمجموعة من الاوراق البيضاء الطويلة التي تصدر صوتا كموج البحر عندما تتحرك. وذهبت الطالبة اسما غانم في عملها الفني بعيدا في البحث عن طرق تمكن الفلسطينيين من اجتياز الجدار الذي تقيمه اسرائيل على اراضيهم وتفصلهم فيه عن مدينة القدس. وقالت اسما " اردت في هذا العمل (حكاية سلمى) ان اظهر عدم استسلام الفلسطينيين لفكرة ان الجدار يشكل حاجزا امامهم من الوصول الى اراضيهم فستكون كل مرة حكاية لسلمى في ايجاد طريقة لتجاوز هذا الجدار وفي هذه المرة كانت على شكل نحلة حلقت فوق هذا الجدار." واعادت الطالبة رزان عكرماوي خلال الافتتاح ارتداء زي الممثل شارلي شابلن وتنقلت بين الحضور فيه وقالت " قمت قبل فترة بارتداء هذا الزي وتنقلت فيه في شوارع رام الله وكان معي إحدى وعشرون وردة هي عدد سنين عمري ووزعتها على الناس الذي منهم من ضحك وفهم انه عمل فني ومنهم من لم يتقبل الفكرة وقد اخترت شخصية شارلي شابلن لاني احب لغة الجسد في حركاته." وحاولت الطالبة نور عبد بث روح الامل في عملها الفني الذي تجسد في عمل سلم من قطع ملابس قديمة وقالت " اردت من هذه القطع القديمة التي اشتريتها من السوق القديمة التي تبيع هذه الملابس القديمة للفقراء وعملت منها سلما لتمثل الامل الذي يجب ان يبقى موجودا عند الجميع." واعربت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي بعد تنقلها بين اعمال الطلبة عن الاعجاب الشديد بالاعمال الفنية "هذه مجموعة من الابداعات التي تعبر عن الواقع بطريقة الفنية." وقالت " ان الحكومة الفلسطينية ستقدم كل دعم ممكن لهذه الاكاديمية ايمانا منها باهمية الفن في صياغة ثقافة المجتمع. وسيكون بامكان الجمهور زيارة مقر الاكاديمية للاطلاع على عدد من الاعمال الفنية حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.