مع اقتراب موعد معرض الرياض الدولي للكتاب والذي سيقام منتصف شهر ربيع الأول القادم , يستعد الكثير من رواد المعرض لهذا الحدث بتجهيز قوائم مشترياتهم من الكتب وترتيبها حسب الأولوية وحسب حضور دور نشرها للمعرض . حيث تجد العديد من المهتمين باقتناء وقراءة الكتب خصوصاً فئة الشباب من الجنسين يحتفظ أغلبهم بملف في جهازه النقال يحتوي على الكتب التي قرر شراءها في هذا المعرض , هذه الظاهرة الصحية عادة ما يرافقها ظاهرة أخرى برزت مؤخراً , خصوصاً في معرض الكتاب الدولي للعام الماضي 1430 ه وهي ظاهرة التوصيات بشراء كتب معينة سواءً كانت توصيات مجانية تصلك على جوالك و بريدك الاليكتروني من بعض الأصدقاء يحثون فيها على شراء كتاب أو مجموعة كتب لمؤلف بدون أن تطلب هذه التوصية , أو قيام البعض بالبحث عن التوصيات بين الزملاء والأصدقاء وذلك بنسخ قوائمهم واستشارته فيما يرشحون لهم من كتب ومؤلفين ! . وفي محاولة من "الرياض " لمعرفة خطوات إنشاء هذه القوائم ومدى تأثرها بالتوصيات و" التزكيات" قمنا بطرح عدد من الأسئلة على عدد من الشباب والفتيات المتواجدين في أحد المنتديات الاليكترونية المهتمة بالمجال الثقافي . بدايتنا كانت مع " مها عبدالله" والتي قالت إنها قامت بزيارات متعددة للمعرض في السنوات الماضية وأشادت بالنقلات سواءً في المقر القديم أو الجديد , وأوضحت أنها تستعد للمعرض بتدوين عناوين الكتب التي تريدها بمفكرة خاصة تحملها معها اغلب الأوقات حيث يستمر تدوينها طوال العام حتى حضور موعد المعرض التالي , وعن آليتها في تجهيز قائمتها تقول مها " غالباً ما أحرص على اقتناء الكتب التي يصعب الحصول عليها لندرتها وأقترح عادة على بعض الدور جلبها , خاصة إن كانت إصدارات قديمة بعض الشيء" . وعن التوصيات قالت أعتمد عليها " أحياناً " ولكن هذه التوصيات "مشروطة " بأن تكون من أشخاص لهم ذائقة مشابهة لذائقتي بالرغم من أنني أحب أن أكتشف عناوين تشدني لم يُسلّط عليها الضوء إعلامياً فالاكتشاف هو متعة جميلة . من جانبه أوضح " عبدالله المحمد " أنه قد زار المعرض في كل دوراته التي أقامتها وزارة الإعلام , وقبلها وزارة التعليم العالي , وعن قائمته أوضح عبدالله قائلاً " قائمة الكتب أبدأ بتجهيزها على مدار العام فأنا أحمل مفكرة في جيبي وكل ما أردت كتاب قرأت عنه أو احتجت إليه فإني أدونه في المُفكرةِ وأبحث عنه في المكتبات فإن لم أجد الكتاب أضعه في قائمتي لمعرض الكتاب , لذلك من الآن قائمتي جاهزة " , مبيناً أن طريقته في التجهيز هي بالتدوين في المفكرة الصغيرة , وهي لا تعتمد على بعض الموضات التي انتشرت حيث يصبح من الموضة ملاحقة كتاب أو كاتب ما , وإنما تعتمد على مدى حاجته للكتاب من عدمه . وعن رأيه في التوصيات لكتب ومؤلفين يقول عبدالله " لكل ظاهرة من الظواهر ايجابيات وسلبيات , ووجود السلبيات لا يلغي الايجابيات, وظاهرة القوائم التي انتشرت ليست بدعًا من الأمر, ورأيي أنها ايجابية بحدود , وليست كالانفلات الظاهر الذي عايشناه خصوصًا في معرض الكتاب الماضي ,حيث انتشرت قوائم لكتب فلسفية عميقة لنجد أن الكثير ممن ليس له في الفلسفة ناقة ولا جمل قد بدأ يلهث خلف هذه الكتب, فقط لأن الموضة السائدة هي الرطانة ببعض كلام الفلاسفة دون امتلاك أرضية وبنية للفلسفة , فيصبح الأمر كمن يتعلم جراحة القلب وهو لا يعرف التعامل مع الانفلونزا ! " وحكى عبدالله تجربة شخصية له مع بعض أصدقائه الذي طلب منه توصية قائلاً " لي تجربة فاشلة في التوصيات , حيث إن أحد الأصدقاء طلب قائمتي وماذا سأشتري - وذلك في معرض العام الماضي - فأخبرته أنها قد لا تعنيه كثيراً فهي متخصصة في الأدب والنقد بالإضافة للتاريخ - وصاحبي قارئ روايات - النتيجة أنه اشترى بعض الكتب التي اخترتها له , ليحدثني بعد شهر من نهاية المعرض قائلاً " هل تريد تلك الكُتب ؟! " لذلك يرى عبدالله بأنه يجب على الذي يبحث عن الكتب والقوائم أن يعرف ميوله جيداً وميول كاتب القائمة حتى يخرج بنتيجة ممتازة يستفيد منها, أما أن يُلاحق القوائم فالنتيجة خسارة للنقود , و تكدس للكتب . وتحدثت للرياض " حياة ابراهيم " قائلة ً أبدأ بتجهيز قائمتي من نهاية معرض السنة السابقة وأقوم قبل بدء المعرض بتصفيتها "الأهم فالمهم" . موضحة أن معظم قائمتها هي من حواشي الكتب التي اطلعت عليها أو المراجع الموجودة بفهارس تلك الكتب , كما أشارت إلى حرصها على وجود كاتب جديد في قائمتها كل عام للتعرف عليه . سواء من كثرة الحديث عنه بين الناس أو لامتداح كاتب مفضل عندها له مضيفةً أنها تعتمد بشكل كبير على التوصيات خصوصاً في مجال الروايات والترجمة . وعن رأيها في ظاهرة التوصيات قالت حياة " البعض ينقدها بشدة ولكن من وجهة نظري أن الاعتماد الكلي على قوائم الغير وتوصياتهم سيىء وإلغاء للذوق الخاص ولكنها مهمة جداً للمبتدئ و للباحث عن أمر معين يستحيل عليه شراء كل الكتب التي فيها ما يريد فالاعتماد على الغير في أخذ أسماء معينة مهم بالنسبة له لتوفير الوقت والمال " . كما تحدث ل"الرياض « حسن » والذي أشار إلى أنه يحرص على زيارة المعرض وقال عن ظاهرة التوصيات " أعتقد أن طلب التوصية بعبارة ( ماذا أشتري ) غير مناسبة ، فأنا الذي أقرأ وليس هو، وأنا لي ميولي وتفكيري الخاص والذي يختلف جذرياً عنه ، لكني أستشير شخصا يشابه ميولي وتفكيري عن هذا المؤلف أو ذاك أو أستشير شخصاً قرأ كتاباً عن رأيه فيه وهل ترجمته جيدة إذا كان المؤلف غير عربي " موضحاً أنه لم يعتمد على توصيات غيره سوى مرة وحيدة هي توصية بكتاب واحد أوصى به أحد الأصدقاء له ولم يستطع إكمال قراءته ! . والتقت "الرياض" أيضاً ب "تغريد عبدالعزيز " والتي أوضحت أنها لم تقم بزيارة المعرض مطلقاً حيث تسكن خارج الرياض وتعتمد على أخيها الذي يتكفل بشراء الكتب لها من المعرض . وأشارت " تغريد " إلى أنها تستعد للمعرض بقائمة كبيرة وميزانية ضخمة وهي مفتوحة طوال العام لتسجيل العناوين ولكن قبل المعرض ب 3 أشهر تستفز الانترنت بحثاً عن عناوين أخرى ومحاولة اكتشاف مؤلفين لم تقرأ لهم كما تقول . وعن آليتها في تجهيز قائمتها قالت " تغريد " : " هناك العديد من الأشياء التي اعتمد عليها في تجهيز القائمة مثل الكتب الغير متوفرة هنا , أفضل الطبعات , أفضل الترجمات بالنسبة للكتب الأجنبية" وعن التوصيات تقول تغريد : " التوصيات جيدة حينما تصدر من قارئ حقيقي وواعي , فالكثير من الكتاب الرائعين تعرفت عليهم من توصيات الأصدقاء " .