أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه , مشيرا الى ان المعتدي كان يظن أن الوطن سوف يمدها يدا من الزهور إذا رمى , وهنيئا لنا بنصرنا فلن يزيدنا ذلك الا صمودا بالحق وصمودا بقضايا مجتمعنا وامتنا , وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام ان الأوطان أسمى من أن تفسر بالتراب والطين بل هي حمى العقيدة والدين والجوهر الثمين من المحارم والمكارم التي جمعها الدين القويم فالله ما ابهى المكان وأروح المكين. مشيرا الى انه في هذا الأوان الذي ذوت فيه جذوة الأيمان لدى فئة باغية كبلها المكر والبهتان وانمحقت منهم ضلال النبل والاصالة والعرفان ولم يبالوا بحسن الجوار وانتهاك حدود آمنة بمكر ممن حاول وبئس الصنيع الشنيع لهذا التسلل الغيل فارتكزوا في مستنقع الغدر وهانوا وعلى حقوق الجار تمردوا وذلك هو الجرم المبين والافك الكبير. وأشار فضيلته الى: اين حجج المعتدي ورشاده. واين منه عقله وسداده لو كان ذا رأي لقدر امره وعاد عن ارهابه وتأثم أو كان ذا عقل لصان رجاله حقا وبادله الوفاء وعظم. وبين فضيلته انه وضح للمتسللين بجلاء انه توطنهم البغي وقطن وما اظهروا من حقد وغدر اقل مما بطن ولن يطمحوا في سلام في وطن أو يعشقوا هناء في زمن . فهم قد سعوا في أرضهم بالفساد والعناد . ويريدون في رباط الأشقاء أن يتنافر . وتساءل كيف يفكر هؤلاء وفي هذه الديار في قلب كل مسلم حب في السويداء مصدور وفي كل جيل تاريخ منشور وكل هيجاء لواء منصور. ونوه الشيخ السديس انه بعد أن قدر الله النصر المبين والظفر والتمكين واجتثت من المتسللين أصولهم وفلت نصولهم وارتدوا إلى جحورهم والهزيمة تستعر في نحورهم وانقلبوا بخناجرهم في حناجرهم فإننا نلهج بالشكر والثناء للباري جل وعلا كما نرفع تحية مكبرة زكية مكررة ومعطرة تحية اجلال واعتزاز وثناء وفخر إلى جنودنا الأشاوس ورجال امننا حماة المتارس المرابطين على ثغورنا الابية من فتية طاف الجلال بمجدهم وعشقوا العلا ورحابة الميدان وهنيئا لكم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:( من قاتل في سبيل الله فوق ناقة وجبت له الجنة). وأضاف فضيلته يا كتائب البطولة وحواري الرجولة بوركتم ووفقتم واجرتم إذ سهرتهم ونمنا وذدتم فأمنا في استبسال وخضتم المعارك فوجب علينا الدعاء لكم , فطوبى لكم قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام:( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله). وأكد امام وخطيب المسجد الحرام انه لن تزيدنا تلك الزوبعة الرعناء بدخول بعض المتطفلين والمتسللين على وطننا إلا على الصمود في الحق والنصرة لقضايا مجتمعنا وامتنا وسداد في الأمور وثقة بوعد الله بالنصر في دينه وأوليائه. مشيرا الى انه لن يطوح بنا نكران الإحسان والتربص دون توان في شعفات اليأس والإحباط. وقال فضيلته ان ديننا هو دين الأمل والقوة الذي يستوجب الهيبة والاحترام وليس الإرهاب والاجرام . داعيا فضيلته أن ترسخ العقيدة الاسلامية لدى النشء والأجيال مع تمازج الحمية الدينية والنخوة الوطنية وفق الضوابط الشرعية في توسط واعتدال الذي يعانق فيها الوطن الإسلام تعانق الألف واللام , في ارتكاز على العلم المتين والفكر المتأصل المتين , وأشار فضيلته الى ان المعتدي كان يظن أن الوطن سوف يمدها يدا بالزهور اذا رمى فمن اظلم الفتن العظام مكابرا فلسوف يلقى الموت فيما اظلم. فلله الحمد والشكر على النصر المؤزر. وقال إن استبشارنا في نهاية الأحداث وما من الله علينا به من تطهير للأحداث فلا ينبغي أن ينسينا قضايانا وقضايا امتنا , ولا سيما قضيتنا الكبرى قضية فلسطين والأقصى وما يلفها في هذه الآونة بالذات من مآسي واعتقالات وتعديات واستطالة ساخرة في الهدم والحصار والاعتداءات واستمرار للضربات والغارات من ما اوصل الأسى مداه وبلغ من السيل زباه , لذا وبراءة للذمة وقبل ان تستيقظ الامة على سلب مقدساتها ونهب مقدراتها نناشد قادة المسلمين واصحاب القرار في العالم من منبر المسجد الحرام من جوار الكعبة وزمزم والمقام التصدي بكل قوة وحزم للتهديدات الصهيونية والتنكيلات اليهودية اللاانسانية ضد اخواننا في فلسطين ورفع الظلم عنهم والحصار والتصدي لما يلقون من يهود ومن مكر كبار مع كل ذلك فإننا متفائلون بإذن الله بالنصر المؤزر القريب.