قالت المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيدة سيغريد كاغ أنها شعرت بالقلق إزاء الأثر الذي يخلفه كل من النقص الفادح في الغذاء والعنف الجاري على الأطفال في السودان. وتقول السيدة كاغ أثناء زيارتها التي استمرت لخمسة أيام "إن الأطفال هم أكثر الفئات ضعفاً أثناء الصدمات الغذائية وأهوال النزاع"، مضيفةً أنه "يجب على الجميع بذل كل ما بوسعهم لحماية الأطفال من تأثير النزاعات ونقص الغذاء". إن التحسن في الوضع الإنساني والأمني في جنوب السودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في عام 2005 ما زال مهدداً بالأزمات المتتالية التي تتراوح بين النزاعات المحلية والكوارث الطبيعية. في عام 2009، اضطر ما مجموعه 350,000 إلى النزوح داخلياً، بينما قتل 2,500 شخص جرَّاء الحالات الطارئة المتصلة بالنزاع، مما ُيعتبر زيادة ملحوظة عن عام 2008. وقد تفاقم هذا الوضع نسبة للمصاعب المالية التي تواجه الحكومة، مما يضع المزيد من القيود على الاستثمارات في الخدمات الأساسية، وأيضاً نسبة ً للعنف المتصاعد وانعدام الأمن، وانخفاض معدل هطول الأمطار. هذا وقد تسببت الهجمات التي يشُنها جيش الربّ المعارض للنظام الأوغندي، في ولايتي غرب ووسط الاستوائية، بتشريد 81,538 شخصا. بينما تم اختطاف 300 طفل، بشكل رئيسي من قبل جيش الربّ، نتيجة للنزاعات القبلية في ولايتي جونقلي وأعالي النيل. وخلال زيارتها قامت السيدة كاغ بزيارة لولاية غرب الاستوائية للنظر في تأثير هجمات جيش الربّ على المدنيين، ولمناقشة وضع مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) وتدارس السُبل للتصدي لمهدِّدات التنمية في هذا الجزء من الإقليم. أمَّا في ولاية واراب فقد زارت السيدة كاغ مشاريع اليونيسيف للتعليم والمياه، وتحدثت مع المسؤولين المحليين وممثلي النازحين حول أثر النزاعات القبلية في المنطقة. وقالت السيدة كاغ "إن التحسن الذي تم تحقيقه من أجل الأطفال في جنوب السودان يمثل دافعاً مشجعاً بالنسبة لنا، ونأمل أن يتم الحفاظ على المكاسب التي تحققت، وذلك لضمان أن كل الأطفال آمنون من الأذى والإساءة والاستغلال". هذا وقد قضت السيدة كاغ الجزء الأول من رحلتها في الخرطوم، حيث عقدت اجتماعاً مع ممثلي المنظمات الطوعية، والمانحين إلى جانب كبار مسؤولي الأممالمتحدة.