رفع شاب أمريكي من ولاية بنسلفانيا قضية في المحاكم الأمريكية ضد الحكومة الفدرالية اتهمها فيها بانتهاك حقوقه المدنية والدستورية بتوقيفه في المطار وهو عائد من رحلة إلى الخارج والتحقيق معه لا لسبب سوى العثور في أمتعته على بطاقات عليها أحرف اللغة العربية. وقال الشاب الأمريكي، وهو طالب جامعي في سنته الأخيرة متخصص في دراسة الفيزياء ودراسات الشرق الأوسط، إن مسؤولي الأمن التابعين لإدارة أمن المواصلات بالمطار اعتقلوه ووثقوا يديه وحققوا معه لأسباب غير معقولة وهو ما مثل انتهاكا لحقوقه المدنية والدستورية بحرية التعبير. ولم يرد مسؤولو وزارة العدل على القضية التي رفعت يوم الأربعاء عبر محامي الشاب الأمريكي نيكولاس جورج، وهو ليس عربيا ولا مسلما. لكن مسؤولا بإدارة أمن المواصلات قال من دون الكشف عن هويته إن مسؤولي الأمن في المطار شاهدوا "مسلكا غريبا" على الشاب حين دخل منطقة التفتيش بمطار بنسلفانيا حيث هبطت طائرته التي كانت عائدة من الخارج. وأضاف أن مسلك الشاب "ازداد غرابة" حين بدأ مسؤولو الأمن بتفتيشه. لكنه لم يذكر تحديدا ما أوجه الغرابة في مسلكه.لكن محاميا في الاتحاد الأمريكي لللحريات المدنية في ولاية بنسلفانيا، قال تعليقا على الحادثة التي ازدادت مثيلاتها في المطارات الأمريكية بعد حادثة من يسمى بمفجر "الملابس الداخلية" النيجيري، إن "اعتقال وتقييد أيدي السافرين الذين لا يمثلون أي تهديد لسلامة الرحلات الجوية والذين لا ينتهكون أي قانون لا يمثل انتهاكا لحقوق الناس فحسب، بل إنه لا يجعلنا أكثر أمنا." يذكر أن مكتب الاتحاد، وهو جمعية قانونية خاصة، هو الذي يمثل الطالب نيكولاس في القضية القانونية ضد الحكومة الفدرالية.وقال نيكولاس، البالغ من العمر 22 عاما، إنه كان عائدا من رحلة إلى الشرق الأوسط حين هبطت طائرته في مطار بنسلفانيا. وبعد أن فتش مسؤولو الأمن حقيبته عثروا فيها على بطاقات الأحرف العربية. فاستدعى مسؤولو الأمن محققي اف بي آي للتحقيق معه. وقال نيكولاس "لقد سألوني عن آرائي في أحداث 11 سبتمبر، وما إذا كنت أعرف من ارتكبها وما هي اللغة التي يتحدث بها أسامة بن لادن". وقال: "سألني مسؤول الأمن المشرف: هل ترى الآن لماذا تعتبر هذه البطاقات مثيرة للشبهة؟"ووجه محققو اف بي آي أسئلة لنيكولاس عمن التقاهم في زيارته لمنطقة الشرق الأوسط. جدير بالذكر أن نيكولاس كان أمضى فصلا دراسيا في دراسة تاريخ الشرق الأوسط في إحدى الجامعات الأردنية وزار أثناء إقامته في الأردن كلا من مصر والسودان وإثيوبيا وماليزيا وإندونيسيا. وقال نيكولاس للمحققين: "لست عربيا ولست مسلما ولست شيوعيا". وبعدها أبلغه المحققون أنه لا يمثل تهديدا للأمن وأطلقوا سراحه.