يُعتبر النفط في بلادنا الثروة الرئيسة التي يعتمد عليها الاقتصاد القومي ، وتصرف الدولة من ريع هذه السلعة المهمة على تنمية الوطن ورفاهية المواطن، وكثير من الشعوب لا تعرف عن بلادنا إلاّ أنها خزّان نفط يعتمد عليه العالم ولكن لو قيل بأن لدينا ثروات أُخرى وكنوزا غير النفط لسفّه هذا القول القريب قبل البعيد، ثُم لو سألنا كم يدفع السياح لقاء زيارتهم لمصر من أجل مشاهدة الأهرامات وتمثال أبو الهول وقبور الفراعنة أو الصعود إلى قمّة برج إيفل في باريس أو برج بيزا المائل أو سور الصين العظيم أو قصر تاج محل في الهند وغيرها من الآثار والمعالم التي يحج إليها ملايين السيّاح سنوياً من كل جهات الكون؟؟ الجواب سيكون مذهلاً للبعض. حسناً... ماذا لو قام أحد ما أو جهاز حكومي أو(هيئة) نافذة بهدم مثل تلك الآثار والمعالم ومسحها من الوجود كيف ستكون ردّة الفعل محليّاً ودولياً؟ وهل تسمح المنظمات المعنية بالحفاظ على الآثار والتراث الثقافي مثل (اليونسكو) بفعلِ كهذا ؟؟ اعتقد بأنك سيدي القارئ/القارئة تتساءلان ما مناسبة هذا الكلام فأقول بكل اختصار إن (أبو نهار)الأستاذ فهد العوهلي بعث لي رسالة اليكترونية تقطر ألماً يقول فيها " الآبار غرب لينة ،الباقي منها سبع حسب قول الأهالي هناك وقد دُفِنَ العشرات منها تحت مخطط أراض بهدف البيع ملاصق للقرية. وقفت شخصياً ومعي ثلاثة من الإخوة على إحدى تلك الآبار المهملة في ارض مكشوفة بجوار المباني دون حواجز بجوار طريق ممهد للسيارات، ويلعب حولها الأطفال بكل جرأة دون توخي السلامة. البئر عجيبة جدا ومزار يستحق شد الرحال إليه،حيث تاريخها يُنسب إلى النبي سليمان أعتقد بأن التفريط بها لمصالح خاصة جريمة لا تغتفر " ..! أصدقكم القول بأنني لأول مرّه أسمع بهذه الآبار ففتشت في مكتبتي وبالتحديد في موسوعة سلسلة آثار المملكة العربية السعودية، مُجلّد (9) " آثار منطقة الحدود الشمالية " ص. 102 تحت عنوان (آثار لينة) " تقع قرية لينة على بعد 105 أكيال جنوب رفحاء وقد ذكرها الأصفهاني بأنها (ماء لبني غاضرة من أسد وهي ماء عظيمة من أعظم مياه بني أسد، أكثرها أفواهاً وأعظمها نطفة، وأغزرها جمّاً، وأوسعها عطاء وعليها قباب مبنية كثيرة..) وتُعرف لينة بمائها العذب وآبارها التي تصل إلى 300 بئر وتشيع الاسطورة أن آبار لينة حفرتها الشياطين لنبي الله سليمان عندما عطش الناس _ ولم يكن حولهم ماء_ فضحكتْ الشياطين من عطشهم والماء من تحتهم. إذا كانت هذه أهمية آبار لينة التاريخية وما آلتْ إليه اليوم من إهمال ودفن كما ورد في رسالة أخينا (أبونهار) حق لهُ أن يصف العبث بها بالجحود .