بعد مرور موكب خاشع بمقبرة الشهداء بمدينة ساقية سيدي يوسف ووضع اكليل من الزهور أمام النصب التذكارى إحياء وتخليدا لذكرى الكفاح المشترك الذي خاضه الشعبان الشقيقان التونسي والجزائري ضد الاستعمار الفرنسي من أجل الحرية والكرامة أكد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي الذي أشرف على إحياء هذه الذكرى برفقة وزير المجاهدين الجزائري محمد الشريف عباس أن مدينة الساقية تعد اليوم جسرا وثيقا للتعاون الأخوي بين البلدين وستبقى دوما رمزا لهذا التعاون بفضل الإرادة السياسية التي تحدو كلا من الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتوطيد أركان اتحاد المغرب العربي والتقدم بمسيرته. من جهته أبرز وزير المجاهدين الجزائري ما يجمع بين تونس والجزائر من عرى الاخوة والعلاقات المتينة والعميقة مؤكدا ما مثلته الساقية في حقبة الكفاح التحريري من صفحة مشرقة للنضال المشترك وما تجسده اليوم من رمز للعلاقات الاخوية وحسن الجوار والتضامن بين البلدين بما يعزز مسيرة التعاون بين تونس والجزائر في كافة المجالات ويدعم الروابط والعلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين. يذكرأن مدينة ساقية سيدي يوسف التونسية الواقعة على الشريط الحدودي بين البلدين شهدت في الثامن من فبراير 1958 غارة وحشية نفذها الطيران الفرنسي "يوم إقامة السوق الأسبوعي للمدينة" كرد فعل على الدعم التونسي للثورة الجزائرية وذلك بعد تحرشات عديدة سابقة لكون "الساقية" باتت تشكل منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية في استخدامها كقاعدة خلفية للمساندة ودعم المجاهدين الجزائريين وعلاج واستقبال الجرحى وأسفرت الغارة عن 68 قتيلا.