أقيمت في باريس يومي السادس والسابع من شهر فبراير الجاري الدورة السادسة عشرة من تظاهرة سنوية تسمى " مغرب الكتب" وهي عبارة عن معرض للكتاب المغاربي الصادر أساسا باللغتين الفرنسية والعربية. ومن أهم خاصيات الدورة الأخيرة أنها نظمت في مبنى " المدينة الوطنية لتاريخ الهجرة".وعرض خلال هذه الدورة ما يزيد عن ألفي كتاب في طبعات صدرت كلها في عام ألفين وتسعة. وإذا كانت المملكة المغربية ضيف شرف الدورة قبل الأخيرة فإن الدورة الأخيرة خصصت للجزائر منزلة خاصة. ودعت قرابة مئة وثلاثين كاتبا غالبيتهم العظمى من الجزائر أو من الذين يكتبون عن هذا البلد للمشاركة في التظاهرة. واسيني الأعرج الكاتب الجزائري وتخللت المعرض مجموعة من التظاهرات الثقافية منها ست طاولات مستديرة منها أربعة لديها علاقة بالجزائر وتتعلق بدور التيار الليبرالي الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية ومكانة الفرنسيين من أصل مغاربي في الوظيفة العمومية وإسهام الكتاب المغاربيين في إثراء الأدب الفرنسي والأدب الجزائري الجديد بعد السنوات العصيبة التي طبعها الإرهاب في الجزائر. ألبير كامو وأقيمت خلال المعرض ندوات حول أدب ألبير كامو الكاتب الفرنسي الجزائري المولد بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته. وتعرض المشاركون في بعض هذه الندوات لمواقف كامو السياسية خلال حرب التحرير الجزائرية . ونوقشت في هذا الإطار مختلف المواقف التي يقفها المثقفون الفرنسيون والمغاربيون من كانوا بهذا الخصوص . ويعتبر البعض أن هذا الكاتب الذي أحرز جائزة نوبل للآداب لم يكن في مستوى مطامح الشعب الجزائري للاستقلال في تلك الحقبة. ويرى مثقفون آخرون منهم الكاتب الجزائري واسيني الأعرج أنه لا يمكن تحميل ألبير كامو أكثر مما يتحمل سياسيا خلال حرب التحرير الجزائرية في خمسينات القرن الماضي لعدة اعتبارات منها أن والدته كانت من دعاة الإبقاء كجزء من فرنسا في ذلك الوقت. وقد سئل "جورج مورين" مطلق هذه التظاهرة عن رأيه في الجدل الفرنسي الحالي حول الهوية الفرنسية فأكد أنه جدل يراد من ورائه خدمة أغراض سياسية لا علاقة لها بالهوية الوطنية . وأكد أن تونس ستكون ضيف شرف دورة المعرض المقبلة.