قام فريق خبراء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولاياتالمتحدةالأمريكية يرافقهم وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش وبعض كبار المختصين بالوزارة وإدارات الرعاية الصحية الأولية بمديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة بزيارة ميدانية لمدينة جدة حيث اطلعوا على المختبر الإقليمي بجدة واستمعوا لشرح مفصل عن التجهيزات وإمكانات التحاليل المتخصصة بمرض الخرمة ، كما قام الفريق بزيارة ميدانية لبعض حظائر المواشي في منطقة الخمرة جنوب منطقة جدة بمرافقة مندوبي وزارة الزراعة واطلع الفريق على الأسلوب المتبع في تربية المواشي من جمال وغنم وخرفان في المنطقة . كما قام الفريق بأخذ عينات من القراد الموجود في مبيض هذه المواشي والذي يعتبر الناقل لمرض الخرمة حتى الآن . وفي ذات السياق أصدر وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قراراً يقضي بتشكيل لجنة وطنية لمكافحة مرض حمى الخرمة النزفية برئاسة وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد بن احمد ميمش. أوضح ذلك المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ، مؤكداً أن من مهام اللجنة متابعة كافة المستجدات المتعلقة بمرض حمى الخرمة النزفية بالإضافة إلى المشاركة في وضع الخطط والتوصيات الخاصة بمكافحة هذا المرض والوقاية والتوعية به وكذلك عقد اجتماعات دورية شهرية . وقال إن حمى الخرمة النزفية هو من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة عن طريق القُرَاد حيث تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق قرصة القراد الذي يوجد في حظائر المواشي (الخِراف والأغنام و الجمال)، كما يمكن أيضاً أن تحمل الحيوانات المنزلية الأليفة مثل القطط والأرانب القراد الناقل للمرض ولا توجد أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل عن طريق البعوض. وأكد ان مرض حمى الخرمة يعتبر من الأمراض الفيروسية النزفية وينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المصفرة (فيروسات فلافي) وهي قريبة في تركيبتها الجينية من فيروس آخر يسبب مرضا مشابها لحمى الخرمة ويعرف بفيروس غابة كياسانور في الهند ، كما ان التعرض للحيوانات أو لحومها أو منتجاتها يعتبر من القواسم المشتركة في معظم الحالات التي سجلت، وعليه فإن الأكثر عرضة للإصابة هم الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالمواشي مثل الرعاة، ومَن يتعاملون مع اللحم النيئ (غير المطهو) مثل الجزارين والعاملين في المسالخ إضافة إلى ربات المنازل والخادمات، كذلك الحجيج ومخالطيهم عبر ذبحهم للهدي ، بالإضافة إلى مَن يتناولون الألبان مباشرة من الحيوانات (البقر أو الماعز أو الإبل) دون غليها أو معالجتها (الألبان غير المبسترة). وأشار إلى أن الخط الأول للوقاية هو التأكد من سلامة الماشية وتجنب الاحتكاك غير الضروري معها أو منتجاتها. والتعامل الحذر مع الماشية المريضة، وارتداء قفازات عند التعامل مع اللحوم النيئة غير المطهوة (مثلا عند إعداد الطعام) ومن الضروري الكشف الدوري على المواشي للتأكد من خلوها من القراد، ومن ثم استعمال المبيدات الحشرية المناسبة للحيوانات وتحاشي شرب أي نوع من أنواع الحليب أو اللبن غير المبستر (مباشرة من المواشي).